عدد اليوم
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
حروف عربية عريقة بأسلوب عصري ترسم شخصيات عربية مشهورة في مجالات مختلفة، لكنها ليست مجرد حروف بل عبارات وأقوال معروفة عن تلك الشخصيات، هذا ما أبدعه الفنان التشكيلي اللبناني راغب أبو حمدان ليختار طريقاً مختلفاً تسلكه الحروف العربية إلى جانب وظيفتها الأساس في القراءة والكتابة والزخرفة، فدمجها مع فن الجرافيك ليقدم مجموعة من اللوحات المبهرة غير التقليدية.
منذ الصغر كانت هوايته تحويل شخصيات الألعاب الرقمية إلى مجسمات، وكانت بداية فكرة رسم الحروف في عام 2015 عندما قرر راغب تجربة الدمج بين الحصان العربي والفارس بملابسه التقليدية كرمز للهوية العربية، وبين حروف لغة الضاد فخرجت لوحة أعجبت كل من يراها.
ألهمه الحصان تقديم سلسلة من اللوحات تحاول الحفاظ على الهوية العربية والتراث الشعبي، فقدم لوحات لأشهر الشعراء والفنانيين العرب، من بينهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش وجبران خليل جبران، وفيروز وأم كلثوم. لم يكتف أبو حمدان بمزج الحروف العربية مع بعضها ولكن جاءت كل لوحة عبارة عن أشهر أعمال الشخص نفسه، فكتب في لوحة محمود درويش جملة أيقتلك الغياب؟، وفي لوحة أم كلثوم عايزنا نرجع زي الزمان، قول الزمان ارجع يا زمان.
حماية الهوية
يرى راغب أن اختياره للخطوط العربية حفظ للهوية والتراث وعلى الناطقين بلغة الضاد أن يشعروا بأهميتها لأنها رمز للهوية والحضارة العربية بجميع مراحلها، واللغة التي وثقت تطور التاريخ العربي منذ بدايته.
ولم يقدم الفنان اللبناني الخطوط العربية بشكلها التقليدي بل حاول دمجها مع الفن الرقمي الحديث من دون الإخلال بعناصر اللوحة، كما أنه أوجد طريقاً جديداً للخط العربي لينتقل إلى عالم التكنولوجيا الحديثة ويواكب التطور في الفنون التشكيلية.
ويستبعد أبو حمدان استبدال لوحات الذكاء الاصطناعي بالفن البشري التقليدي ويراها مجرد أدوات مساعدة فقط، ويحسم أن الفنان هو من يحدد أدواته ويعطى التكنولوجيا العناصر الأساسية للوحة وما يفعله الذكاء الاصطناعي تقديم مقترحات توسع مدارك الفنان وتلهمه بأفكار جديدة، وعلى التشكيلين الاستفادة من الثورة الرقمية وتطويعها بما يتناسب مع قواعد الفن.
