الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

محمد فوزي.. رائد الموسيقى المتجددة

محمد فوزي.. رائد الموسيقى المتجددة
15 يوليو 2023 01:00

علي عبد الرحمن (القاهرة)

عشق محمد فوزي الموسيقى وكرس حياته لها، فبادلته العشق ومنحته الشهرة، فكان تاريخه الفني ملهماً للأجيال المتعاقبة، بعدما سبقت نغماته الرشيقة العصور وتخطت الأزمنة. تحرر من النمطية، حتى لقبه النقاد بـ«رائد الموسيقى المتجددة» التي ظلت باقية على مر الزمان، رغم رحيله قبل 5 عقود.
ولد محمد فوزي عبد العال الحو في 15 أغسطس 1918، بقرية كفر الجندي بمحافظة الغربية، وتعلم أصول الموسيقى في السادسة من عمره على آلة العود، على يد صديق والده محمد الخربتلي، وترتيبه الـ21 بين 25 أخاً وأختاً، منهم الفنانة هدى سلطان.
وتعلم الموسيقى في مدرسة طنطا الابتدائية، وبدأ بالغناء في الموالد والأفراح، ولم يكمل دراسته بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، حيث أغرته بديعة مصابني بالعمل معها.
في عام 1938، تقدم إلى امتحان الإذاعة فرسب كمطرب ونجح كملحن، وكان أسلوب فوزي المتجدد في التلحين والغناء محل انتقاد المشرف المختص في الإذاعة المصرية حين تقدم ليكون مطرباً بها، فتم رفضه بزعم أن الأسلوب غير مألوف، وبعدها بسنوات تمت إجازته مطرباً، والمفارقة أنه قدم الأغنية نفسها التي تم رفضها في فيلم، وحققت نجاحاً كبيراً، وهي «كلمني طمني» والتي قدمها دون موسيقى.
«سيف الجلاد».. بداية التمثيل
بعد 6 سنوات من العمل مع فرقة بديعة مصابني، رشحه يوسف وهبي ليمثل دوراً ثانوياً في فيلم «سيف الجلاد»، حيث كان يمتلك حساً فكاهياً ووجهاً بشوشاً على الشاشة، واختار له اسم «محمد فوزي»، ثم انطلق بعد ذلك مع المخرج محمد كريم في أول بطولة له في فيلم «أصحاب السعادة»، وحقق نجاحاً جماهيرياً.
ولم تقتصر إسهاماته وإبداعاته على التلحين والغناء، فكانت له بصمة واضحة في السينما، وتوالت أعماله، ليقدم ما يقرب من 36 فيلماً غنائياً، ليكون بذلك أكثر المطربين ظهوراً في السينما.
كان نجاحه السينمائي سبباً في خوضه تجربة الإنتاج لـ16 فيلماً، منها: «العقل في إجازة» وأول من قدم شادية سينمائياً في فيلم «حب وجنون»، كما قام بتأليف أغاني العديد من الأفلام، منها: «كل دقة في قلبي»، و«معجزة السماء»، بالإضافة إلى مشاركته بالألحان في عدد من الأفلام، مثل «سوق السلاح»، و«تمر حنة».
رائد التجديد
قدم فوزي خلال مسيرته أكثر 394 أغنية ولحن متنوعة الأنماط الموسيقية، اتسمت بالبساطة والعمق ودمج الإيقاعات الشرقية بالغربية، حيث غنى من ألحانه 239، وقدم 152 لحناً لزملائه، بالإضافة إلى 3 أغنيات من ألحان آخرين.
وكان أول من فكر في تقديم أغانٍ خاصة للأطفال، حيث قدم أغنيتي «ماما زمانها جاية»، «ذهب الليل.. طلع الفجر»، وهما أول أغاني الأطفال بتصوير سينمائي والأكثر انتشاراً، بفيلم «معجزة من السماء 1956».
ولعشقه في التجديد والمغامرة الفنية قدم فوزي 3 أغنيات يندرج تصنيفها الموسيقي تحت «الفرانكو آراب»، اللون الموسيقي الذي يجمع بين الإيقاعات الشرقية والغربية، وكلماتها مزيج من لغات مختلفة، وحققت نجاحاً فاق الحدود، هي: «مصطفى يا مصطفى»، و«فطومة»، و«علي بابا».
وتعاون مع أبناء جيله في ألحان أغانيهم، منها: «ساكن في حي السيدة» لمحمد عبد المطلب، و«يا أعز من عيني»، و«أنا قلبي خالي» لليلي مراد، و«لقيته وهويته» لشادية، و«كل دقة في قلبي» لنازك، وغيرهم.
الأغاني الوطنية
وللأغاني الوطنية نصيب في مسيرته، وقدم أغنية «يا وادي النيل ياغالي» لوحدة مصر والسودان، و«علم الثوار» للوحدة بين مصر وسوريا، وأنشد للعراق رائعته «تحية يا ابنة الرشيد».
كما لحن النشيد الوطني للجزائر «قسما» الذي كتبه الشاعر مفدي زكريا داخل سجن بربروس في عهد الاستعمار الفرنسي بدمه بعدما تم تعذيبه في الزنزانة.
واشتهر الفنان الكبير محمد فوزي بين رفاقه بالوسط الفني، بمواقفه الإنسانية، فكان متعاوناً وداعماً للجيل الجديد آنذاك، ولعل موقفه مع عبقري النغم بليغ حمدي الذي قدمه لكوكب الشرق أم كلثوم، وغيره من الملحنين والموسيقيين الذين وقف بجوارهم في بداية مشوارهم الفني.
مصر فون
في عام 1958، أسس فوزي شركة «مصر فون» أول مصنع لإنتاج الأسطوانات بالشرق الأوسط، وأنتجت أغاني لكبار المطربين منهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما، وكانت الشركة من المشروعات المربحة التي تخدم الفن والاقتصاد، وبعد 3 سنوات تم تأميمها في 1961 وتحولت من «مصر فون» لـ «صوت القاهرة»، مما أصابه باكتئاب حاد دفعه للسفر إلى الخارج، وبعد ذلك أصيب بمرض نادر عجز الأطباء عن تفسيره.
وربط البعض مرضه بقصة تأميم شركته وإقصائه من الحياة الفنية، وفارق الحياة في 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز 48 عاماً، وتمت الصلاة على جثمانه ثلاث مرات، في مسجد عمر مكرم ومسجد الحسين والثالثة بمسجد الكحلاوي بالبساتين، حيث تم دفنه.
3 زيجات
تزوج فوزي 3 مرات، الأولى عام 1943 من هداية عبد المحسن وأنجب منها 3 أبناء «نبيل وسمير ومنير»، ثم انفصل عنها عام 1952، وتزوج مديحة يسري وأنجبا ابنهما «عمرو»، وانفصل عنها وتزوج من الفنانة كريمة عام 1960، وأنجب منها ابنته «إيمان» وظلت زوجة له حتى رحيله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©