المسرح الجماهيري.. ترفيه متكامل

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة

تعرف على «الإقامة الزرقاء» في الإمارات

رئيس الدولة يستقبل حاكم رأس الخيمة

يشهد المسرح الجماهيري في الإمارات حراكاً لافتاً بعد توجه بعض المنتجين والمخرجين لتنفيذ أعمال مسرحية تجمع بين الكوميديا والترفيه العائلي، من أجل عودة الرونق إلى «أبو الفنون»، بعد توقفه لفترة طويلة. وخلال العامين الماضيين تم عرض بعض المسرحيات منها: «الدوام لله»، «موديل 90»، «كركم وبزار»، «سمعون في زمن فرعون»، التي مزجت بين القضايا الاجتماعية المهمة والكوميديا الهادفة، وشهدت عروضها في مختلف إمارات الدولة حضوراً جماهيرياً كبيراً.
الممثل مروان عبد الله، نائب رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي، وضع على عاتقه إنعاش المسرح الجماهيري من جديد، بتنفيذ مسرحيات كوميدية هادفة، حيث قدم خلال الـ3 أعوام الماضية: «موديل 90»، «سمعون في زمن فرعون» و«الدوام لله» و«سكة غبر». ويستعد حالياً لإطلاق مسرحيته الجديدة «سجن باركود»، حيث أكد أنه بدعم من الجهات المعنية بالمسرح في الدولة، وحرص بعض صناع المسرح الشغوفين بخشبة «أبو الفنون»، عادت الحياة إلى المسرح الجماهيري من جديد، موضحاً أن تفاعل الجمهور وردود أفعاله الإيجابية منحه الدافع لتنفيذ عروض جديدة بين فترة وأخرى، مشدداً على أهمية الدعم والاهتمام من الجهات المعنية بالثقافة والفن والمسرح، لتوفير التسهيلات المطلوبة لصناع المسرح المحليين لتنفيذ مثل هذه العروض المسرحية الهادفة التي تلقي اهتماماً كبيراً من عشاق «أبو الفنون». 

عودة 
وبعد غياب أكثر من 3 سنوات عن «أبو الفنون»، عاد الممثل جمعة علي إلى المسرح الجماهيري بمسرحية «كركم وبزار» التي قدمها خلال عامي 2022 و2023، تزامناً مع أيام عيد الفطر والأضحى، ورفعت معظم عروضها شعار «كامل العدد». وأكد أنه على الرغم من النجاح الذي حققه في أعماله الدرامية خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه كان يحلم بعودته إلى «أبو الفنون» الذي يعشقه، ووقوفه على خشبة المسرح لتقديم أدوار كوميدية أمام الجمهور العاشق للمسرح. ولفت إلى أنه تخرج في المسرح، وعمل لأكثر من 19 عاماً في تقديم المسرحيات مع نخبة من أبرز الممثلين، قائلاً: المسرح هو حقاً «أبو الفنون»، حيث يكتسب الممثل خبرات فنية واسعة من خلال وقوفه على خشبة المسرح من الأداء التمثيلي والأداء الحركي والجسدي، وكذلك الارتجال الذي يتوافق مع الدراما المسرحية، فالعمل أمام كاميرا التلفزيون والسينما، يختلف تماماً عن الأداء المباشر على خشبة المسرح.
الممثلة فاطمة الحوسني التي شاركت في مسرحيتي «كركم وبزار» و«موديل 90»، أكدت أن المسرح تجربة ترفيهية متكاملة لكل أفراد العائلة، وقالت: يحرص بعض المسرحيين الإماراتيين على تنفيذ أعمال مسرحية جماهيرية، تجمع بين الممثلين الشباب والمخضرمين، لتقديم مسرحيات تعنى بالفن الراقي، وتستعرض قضايا اجتماعية وشبابية تجمع بين التراجيديا والكوميديا في خلطة وتوليفة تحترم عقل المشاهد، ولا تذهب نحو الإسفاف والتهريج المبتذل. وهذا ما لاحظته خلال مشاركتي في «موديل 90» التي تستعرض إنجازات الإمارات منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، و«كركم وبزار» التي تضيء على الحياة الإماراتية قديماً والأكلات الشعبية.
وتابعت: بعد توقفه لفترة، أصبح الجمهور متعطشاً للمسرح الجماهيري، وبدا ذلك واضحاً من العروض المسرحية التي قدمت في الأعياد في العامين الماضيين ورفعت معظمها شعار «كامل العدد»، فالحركة المسرحية في الإمارات تعيش حالة من التطور والازدهار الكبيرين بفضل دعم الجهات المعنية بالفن.

تجربة مميزة
«المسرح هو الحياة»، بحسب ما أكده الممثل موسى البقيشي، الذي شارك في بطولة مسرحيات «موديل 90» و«الدوام لله»، و«سكة غبر»، و«عرس الاثنين»، بالإضافة إلى مشاركته في العمل المسرحي الجديد «سجن باركود». وقال: إن الأداء التمثيلي على خشبة المسرح، وسط الحضور الجماهيري المباشر، تجربة مميزة مفعمة بالحب لـ «أبو الفنون»، سواء بالنسبة للمسرحيين أنفسهم أو لعشاق المسرح. ولفت البقيشي إلى أنه على الرغم من صعوبة الأداء بشكل مباشر أمام الجمهور، إلا أن المتعة التمثيلية تتحقق في المسرح، منوهاً بأن الهدف الرئيس من المسرح الجماهيري هو تحقيق المتعة والترفيه للجمهور، من خلال تنفيذ أعمال كوميدية اجتماعية تلامس قضاياهم، وتطرحها بشكل مبسط يجمع بين الدراما والمواقف المضحكة والاستعراضات الغنائية.

ارتقاء 
أعرب موسى البقيشي عن سعادته بالمشاركة سنوياً في أعمال مسرحية مميزة تلقى رواجاً كبيراً، يتولى تنفيذها مجموعة من المسرحيين في مجالات مختلفة، منها الإخراج والكتابة والتمثيل، والذين يتكاتفون من أجل الارتقاء بالمسرح، سواء النخبوي أو الجماهيري.

تفعيل الورش 
بحكم منصبه كمدير مسرح كلباء، أكد الممثل جمعة علي أن التطور الذي يشهده المسرح أتى بدعم من الجهات والمراكز والمهرجانات المعنية بالمسرح، مشدداً على أهمية تفعيل الورش المسرحية في التثقيف، ودورها الكبير في ولادة كتاب جدد، واكتشاف مخرجين وممثلين، وإشراكهم في دورات مسرحية حول إعداد الممثل، وكيفية التعامل مع الخشبة واستحواذ اهتمام الجمهور.