الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان.. تواصل الاحتجاجات ضد تردي الاقتصاد

إحراق الإطارات أمام مصرف خلال تظاهرة في بيروت (أ ف ب)
21 فبراير 2023 02:12

أحمد عاطف (بيروت، القاهرة)

تواصلت التظاهرات في لبنان احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وإغلاق المصارف.
ونفّذ موظفون شمالي لبنان، أمس، تظاهرة أمام فرع المصرف المركزي في مدينة طرابلس، احتجاجاً على عدم تقاضي رواتبهم بالدولار.
واعتصم المئات من موظفي البلديات في محافظة الشمال، أمام فرع مصرف لبنان في طرابلس مانعين موظفيه من الدخول إليه، وذلك بعد سلسلة تحركات متواصلة خلال الأيام الماضية. وطالب المحتجون بدفع رواتبهم ومستحقاتهم وفق سعر منصة «صيرفة»، التي يعتمدها مصرف لبنان المركزي كسعر تداول للدولار بلغ 44100 ليرة لكل دولار، رافضين الآلية الجديدة للدفع نصفها كمبلغ نقدي والنصف الآخر عبر البطاقة التمويلية.
وقطع المعتصمون الطريق أمام فرع المصرف بالاتجاهين، ما تسبّب بزحمة سير خانقة في المنطقة، وأشعلوا إطارات السيّارات أمام مدخل المصرف.
في حين قام بعضهم برمي الإطارات المشتعلة من فوق السّور إلى باحة المصرف، ما دفع بعض العاملين داخله إلى الخروج والعمل على إخمادها، وسط انتشار أمني واسع للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في محيط المكان.
وقال رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال، شادي السيد، في كلمة له خلال الوقفة: «يجب إنصاف هذه الشريحة من الموظفين، وإعطاؤهم رواتبهم عبر سعر منصة صيرفة».
وكانت جمعية المصارف اللبنانية أعلنت عن استمرارها بالإضراب للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجاً على الاستدعاءات القضائية الأخيرة لعدد من مدراء المصارف، وتأثيرها على انتظام العمل المصرفي وحقوق المودعين.
ويعاني اللبنانيون منذ عام 2019 أزمة اقتصادية وسياسية طاحنة غير مسبوقة، أدّت إلى انهيار قياسيّ بقيمة الليرة، فضلاً عن شح الوقود والأدوية وانهيار القدرة الشرائية، بالإضافة إلى استمرار الشغور الرئاسي بسبب التعقيدات التي تفرضها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية على انتخاب رئيس جديد للبلاد.​​​​​​​
وأوضح خبراء ومحللون سياسيون لبنانيون إن اللقاء الخماسي الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس مؤخراً لبحث الشأن اللبناني وعثراته السياسية والاقتصادية والأمنية، كانت محاولة رفيعة لبلورة مسعى جديد لاختراق الجدار الرئاسي في لبنان، وأطلق اللبنانيون على تلك المحاولة بـ«مسعى الفرصة الداخلية الأخيرة».
وأضاف الخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» أن المسؤولين في لبنان باتوا أمام مسؤوليتهم خاصة، بعد تأكيد سفراء الدول الخمس «أميركا وفرنسا، والسعودية، ومصر، وقطر» أن عدم انتخاب رئيس جديد سيترتب عليه إعادة النظر في مجمل العلاقات مع لبنان. واعتبر السياسي اللبناني خلدون شريف أن توازن القوى داخل مجلس النواب اللبناني توازن سلبي، بمعنى أن أحداً من الفريقين لا يستطيع إيصال مرشحه للرئاسة ولا حتى تأمين نصاب عقد جلسات تشريعية.
وأضاف خلدون في تصريح لـ«الاتحاد» أن خلاصة ما يدور الآن عملياً أن الأمور في لبنان مسدودة بشكل كبير ما استدعى تعاطي الدول التي شاركت في لقاء باريس للبحث عن مخارج لتسهيل الاستحقاقات، وأولها انتخاب رئيسي يليها تسمية رئيس حكومة متوافق معه ثم تشكيل حكومة بمشروع إصلاحي، واستعادة العرب للبنان وعودته إليهم، وتعيين حاكم جديد للمصرف المركزي وقائد للجيش وباقي التعيينات. واعتبر السياسي اللبناني اجتماع باريس ضرورة لتيسير استيلاد حلول لبنانية من خلال ممارسة تلك الدول لضغوطات على الكتل النيابية وهي قادرة على ذلك.
من جانبه، أوضح السياسي اللبناني يحيى مولود أن النظام اللبناني يعاني من تركيبته المرتكزة على تمثيل الطوائف المكرسة منذ مدة بيد بعض السياسيين الذين أثبتوا فشلهم حتى بتسيير أبسط أمور الشعب وهذا ما فتح المجال للتدخلات بالشؤون الداخلية وبكافة تفاصيلها.
وأضاف مولود في تصريح لـ«الاتحاد» أن أكثر القرارات فى لبنان صارت تنتظر «كلمة سر» الخارج - كما يسمى- وخصوصاً فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومات، مشيراً إلى أن اللبنانيين اليوم بالتلازم مع الفشل الاقتصادي، سيرون جحافل السياسيين ينتظرون التعليمات الخارجية لمحاولة إعادة تكوين السلطة بما يضمن استمرارهم في مواقعهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©