السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة غذائية حادة في الصومال بسبب التغيرات المناخية

مياه الأمطار تغمر مناطق واسعة من أراضي الصومال (أرشيفية)
26 مارس 2024 03:02

أحمد مراد (مقديشو، القاهرة)

يشهد الصومال أزمة إنسانية حادة في ظل تفاقم تداعيات كارثة الفيضانات التي ضربته في الأشهر الأخيرة من العام الماضي 2023، ما جعل ملايين الصوماليين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وكشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير مؤخراً عن احتياج نحو 6.9 مليون صومالي لمساعدات إنسانية في العام الجاري.
وأوضحت المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، وعضو لجنة الحكماء في «الكوميسا» السفيرة سعاد شلبي، أن الصومال نموذج للدول التي تتعرض دائماً لتقلبات مناخية متعددة، وقد شهد في الأعوام القليلة الماضية كوارث طبيعية عدة، بسب الفيضانات الناجمة عن ظاهرة «النينيو» أو مواسم الجفاف الطويلة التي تسبقها، وهو ما عرض السكان للتشرد وسوء التغذية، مشيرة الى أن المؤسسات المحلية لم تستطع تحقيق الأمن الغذائي لأكثر من 6 ملايين نسمة.
وذكرت شلبي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العديد من الدول والمنظمات سارعت إلى تقديم مساعدات إنسانية للصومال لمواجهة تداعيات الأزمة التي سببتها الظواهر الطبيعية العام الماضي، وإنقاذ أكبر عدد من المتضررين، في صورة إعانات مالية، ومواد غذائية، ومستلزمات إغاثية من أغطية أو خيام للإيواء.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه يحتاج إلى نحو 342 مليون دولار لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في الصومال، وعُقد في أواخر العام الماضي مؤتمر برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأطلق نداءً لتقديم إغاثة عاجلة للصومال الذي يعاني من أزمتي جفاف ومجاعة تم وصفهما بـ«الكارثة المزدوجة».
وقالت عضو لجنة الحكماء في الكوميسا، إن الجهات المانحة طالبت بضرورة قيام الحكومة الصومالية بوضع حلول جذرية وبرنامج وطني للتعامل مع التقلبات المناخية بطريقة أكثر علمية بحيث توجه المساعدات المالية لتقوية البنية التحتية وتفادي حدوث الانهيار في منظومة الأمن الغذائي مستقبلاً، مع توجيه المساعدات لمستحقيها لضمان كفاءتها وحسن إدارتها.
وبدوره، أوضح مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي، أن الصومال من أكثر البلدان المتضررة من تداعيات التغيرات المناخية، وشهد خلال الأعوام الماضية بعض الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والجفاف، وهو ما تسبب في أضرار بالغة لحقت بملايين السكان، إضافة إلى تدمير المحاصيل الزراعية.
وكان الصومال قد شهد خلال الفترة بين شهري أكتوبر وديسمبر من العام الماضي أمطاراً غزيرة تسببت في فيضانات مدمرة تأثر بها حوالي 2.4 مليون شخص، إضافة إلى تشرد مليون أخرين، كما تم إتلاف المحاصيل على طول نهري جوبا وشبيلي.
تحرك دولي
وذكر الخبير الأممي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تداعيات التغيرات المناخية دائماً ما تتسبب في أزمات إنسانية حادة على النحو الذي يشهده الصومال، وبالتالي يتطلب الأمر تحركاً دولياً لتقديم مساعدات لتخفيف تأثيرات الأزمة، ومن المهم أن تشمل المساعدات برامج وخريطة طريق لكيفية التعامل مع التغيرات المناخية، وسبل مواجهتها، والتكيف معها، والتخفيف من تداعياتها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©