أنجزت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مدة زمنية وجيزة، مشروعات فضائية أثبتت من خلالها نجاح رؤيتها القائمة على تنويع الاقتصاد والتحول إلى اقتصاد معرفي يستند إلى الإبداع والابتكار، فحجزت لها مقعداً متقدّماً عالميّاً في العديد من تلك المشروعات، كان أبرزها إطلاق مسبار الأمل، المصنوع بأيدٍ إماراتية خالصة، إلى المريخ، فضلاً عن تصميم وإطلاق العديد من الأقمار الاصطناعية بنجاح، أبرزها: «خليفة سات»، أول قمر اصطناعي إماراتي صنع بالكامل في الدولة بأيدي مهندسين إماراتيين بنسبة 100 في المئة، وحاز خمس براءات اختراع. وبحسب تقارير، ستشهد السنوات القليلة المقبلة إطلاق 4 مهمات فضائية ضخمة، هي القمر الاصطناعي «MBZ» سات، والمستكشف راشد، وقيادة مشروع القمر الاصطناعي العربي المشترك 813، وإرسال أقمار اصطناعية مصغرة عدّة إلى الفضاء، بما يرسّخ مكانة الدولة عالمياً في القطاع، ويحقق العائد المعرفي الناجم عن المهمات الفضائية عبر الاستفادة من بياناتها العلمية في التحليل والدراسة، ويعزز المهارات والخبرات الوطنية في مجال الفضاء، ما يسهم في بناء جيل قادر على استكمال وتطوير المشروعات الفضائية الوطنية، ويرسخ نجاحات الدولة في مسيرتها التنموية، وتدشين حقبة جديدة من التفوق العلمي والتكنولوجي ترسّخ سمعتها بوصفها الأكثر تطوراً في المنطقة في علوم الفضاء.

إن دولة الإمارات تنظر إلى قطاع الفضاء بوصفه أحد أبرز القطاعات الاستراتيجية التي حددتها السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ما جعلها تنشئ مؤسسات وهيئات عدّة تعمل على بناء استراتيجيات، واعتماد خطط وبرامج وسياسات يتحقق من خلالها التقدم المنشود في هذا المجال، فهناك مثلاً من المؤسسات مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء.

وهناك تشريعات وبرامج أُقرّت لأجل تحقيق الإنجازات، وأهمها: مشروع الإمارات لاستكشاف القمر-2024، وقانون تنظيم قطاع الفضاء، والسياسة الوطنية للفضاء، والاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، وبرنامج «نوابغ الفضاء العرب» وغيرها.

لقد بات قطاع الفضاء، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة التي تؤمن بشبابها وتقف وراءهم وتدعمهم، أحد أهم الأولويات لدى دولة الإمارات ومؤسساتها، فعملت على تحفيز البحث العلمي، ووفرت الممكنات من موارد مالية وبنى تحتية ومهارات بشرية، ساعدت في تمكين المؤسسات المتخصصة من تحقيق الأولويات الوطنية ذات العلاقة، والإسهام في نقل المعرفة والعلوم المتقدمة، فبَنت جيلاً من الكوادر المواطنة قادراً على فهم علوم وتكنولوجيا الفضاء، والتعامل مع تحديات هذا النوع من العلوم بخبرة ومهارة ومعرفة دقيقة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.