إن ما تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة الآن من نجاحات حوّلت التحديات إلى فرص مشرَعة الأبواب أمام جميع فئات المجتمع الإماراتي الحريصة على الوقوف خلف قيادتها والمضي بالمسيرة الإماراتية نحو مستقبل مشرق، والمشاركة في إنجازاتها، كل ذلك لم يكن إلّا تجسيدًا لطموح القيادة الرشيدة الذي لا تحدّه الحدود.

وسعيًا إلى تجسيد رؤى الدولة الطموحة، فقد تضافرت جهود القطاعين الحكومي والخاص عبر سلسلة من المبادرات كان آخرها مبادرة «بناء مواهب المستقبل» التي أطلقها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل في حكومة دولة الإمارات، بالشراكة مع شركة «إيرنست ويونغ» العالمية، وبالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم، لبناء مهارات 10 آلاف طالبة من طالبات المدارس الحكومية الإماراتية، في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، من خلال تطبيق ذكي تفاعلي يضم أكثر من 450 دورة تدريبية مبتكرة، تقدّمها أكثر من 16 جامعة ومؤسسة تعليمية مرموقة مثل وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة بنسلفانيا، وعددٌ من المنظمات الدولية مثل: «المنتدى الاقتصادي العالمي»، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو».

وتندرج هذه المبادرة ضمن «شراكات المستقبل» التي تمثّل منصةً للتعاون والشراكة مع القطاع الخاص لدعم جهوزية الحكومة في قطاعات المستقبل، وتهدف إلى تعزيز جهوزية طالبات المدارس الحكومية، وزيادة نسبة مشاركتهن وتمثيلهن في المجالات العملية المستقبلية التي تعدُّ من أهم محاور وتوجّهات الدولة للمستقبل، في ترسيخ قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ورفد سوق العمل بهذه التخصصات التي تعزز مسيرة الدولة في التنمية والنمو، وتحقق التطلعات في الوصول إلى اقتصاد يقوم على المعرفة والابتكار.

ولا شكّ في أن هذه المبادرة ستُحدث أثرًا إيجابيًّا في مستقبل المرأة الإماراتية من خلال تركيزها على بناء مهارات الطالبات وتعزيز وعيهن وشغفهن بتعلّم التخصصات والمهارات المستقبلية، بما يتماشى مع توجهات الدولة للخمسين عامًا المقبلة، الرامية إلى رفد المرأة الإماراتية بمقوماتِ تَميُّزِها كافةً، بدءًا من مختلف مراحل التعليم العام وصولًا إلى باقي المراحل التعليمية والعملية في المستقبل، إذ ترتقي هذه المبادرة بجهوزية الطالبات وتنافسيتهن في المجالات المطلوبة للمستقبل، وفق صيغ تستلهم أفضل الممارسات العالمية الابتكارية في مجال التعليم، ما من شأنه إعداد الأجيال القادمة لاستحقاقات المستقبل والمضي بها قُدمًا نحو الصدارة، بما يلبّي تطلّعات القيادة الرشيدة التي آمنت بأنّ الإنسان المتعلم هو الثروة الحقيقية للوطن وأساس نهضته، وبأنّ التحوّل من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة أمر لا غنى عنه.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.