لطالما أولت دولة الإمارات أهمية كبيرة لقضايا الاستدامة، وعلى رأسها قضية التغير المناخي، ولم تقتصر رؤية الدولة على الاستدامة البيئية، بل امتدّت جهودها لتشمل الاستدامة بمعناها الشامل في القطاعات الاقتصادية والمجتمعية، من أجل الحفاظ على نوعية الحياة وتأمين استمرار الأجيال القادمة. 
وبتوجيهات من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وإيماناً منها بأهمية تحقيق تقدُّم متواصل وجذريّ في مجال العمل المناخي، استثمرت الدولة أكثر من 150 مليار دولار في هذا المجال الحيوي، ولدى الدولة الكثير من الخطط والاستراتيجيات الطموحة لمزيد من الاستثمارات المستقبلية في هذا المجال. 
وبالتزامن مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات، كتجسيد للسجلّ الثري للإمارات في الحفاظ على الاستدامة من خلال مبادراتها وجهودها واستراتيجياتها الملهمة في هذا المجال، وفي مقدّمتها «المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050»، تستضيف الدولةُ أكبرَ حدَث دولي في مجال العمل المناخي، وهو «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ» («كوب 28»). 
وتَجري الاستعدادات على قدَمٍ وساق لهذا الحدث الدولي الكبير، ومنها إعلان وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة، بالشراكة مع كلٍّ من «أدنوك» وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، عقد «ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ»، الذي انطلق أمس ويَختتم فعالياته اليوم في مركز أبوظبي للطاقة.
ويركّز الملتقى على تعزيز وتسريع الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات بنسبة لا تقلّ عن 43% بحلول عام 2030، بما يتماشى مع تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغيّر المناخ.
وقد أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر «كوب 28»، أن هذا الملتقى المذكور يتيح منصةً متخصّصةً تجمع المعنيّين من قطاعات الطاقة، لتمكين العمل المناخي الذي يهدف لإحداث نقلة نوعية، وخفض الانبعاثات، ومواكبة المستقبل نحو تحقيق الحياد المناخي.
ويستمدّ الملتقى أهميتَه من كونه فرصةً لتسليط الضوء على آفاق الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والابتكارات الحديثة في دولة الإمارات، فضلاً عن قطاع التقنيات المتطورة، بما في ذلك تقنيات التقاط الكربون والذكاء الاصطناعي والروبوتات والرقمنة، وخفض الانبعاثات، والهيدروجين، والوقود البديل وحلول الطاقة الجديدة والمنخفضة الكربون.
ومن المتوقع أن يسهم الملتقى في تقدّم الجهود الحثيثة لدولة الإمارات في مجال التغيّر المناخي. وعن طريق مشاركة الأفكار بين أكثر من 1000 من صنّاع السياسات والرؤساء التنفيذيّين والخبراء والأكاديميّين وقادة قطاع التكنولوجيا والمستثمرين والرواد من حول العالم، سيتم تعزيز التعاون بشأن الحلول المبتكرة لتسريع جهود خفض الانبعاثات في جميع القطاعات، الأمر الذي سيكون بمنزلة خطوة جديدة تخطوها دولة الإمارات نحو الريادة والتقدّم في مجال الاستدامة، وتحقيق مبادرة الحياد المناخي 2050.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية