إذا بدا لك المرشحون «الجمهوريون» للرئاسة مخيبين للآمال، فأنت لست وحدك. فقد أظهر استطلاع تلو الآخر أن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي أعلن ترشيحه رسمياً يوم الأربعاء (24 مايو)، متدني التأييد بشدة وسط الناخبين في الانتخابات التمهيدية.

ومجموعة المتنافسين الآخرين، من حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هالي إلى تيم سكوت، سيناتور ولاية ساوث كارولاينا، توحي بأن الناخبين «الجمهوريين» الأساسيين غير مستعدين- من الناحية النظرية- للنظر في خيارات أخرى غير ترامب.

وأوضحت سارة لونجويل، خبيرة دراسات مجموعات التركيز، أنه كانت هناك لحظات بدا فيها «الجمهوريون» مستعدين لتحقيق تقدم، وذلك لأنهم أدركوا فحسب على مستوى ما أن ترامب من المحتمل أن يخسر في الانتخابات العامة. لكن القول إن البدائل لا تجذب الناخبين «الجمهوريين» سيكون تقليلاً من شأن الأمر بشكل كبير. وحتى قبل دخول السباق، تعرض «ديسانتيس» لانتقادات بسبب افتقاره إلى المهارات الشخصية وتقلب توجهاته السياسية الخارجية تجاه أوكرانيا. وتبين أن افتقاره إلى شخصية آسرة يمثل عيباً حقيقياً، كما توقع كثيرون من منتقديه.

والمتنافسون الآخرون في عام 2024 متواضعون لدرجة أنه يبدو أنهم يتنافسون حقاً على منصب نائب الرئيس، وهو ما قد يفسر عزوفهم عن مهاجمة ترامب. وبالإضافة إلى الإعلان عن أن تقديم مرشح تم توجيه اتهامات إليه عدة مرات، وهو ما يصبح عليه ترامب على الأرجح بحلول موسم الانتخابات التمهيدية، هو أمر يجب أن يجعل المرشحين المغفلين سياسياً غير التابعين لترامب وغير التابعين لديسانتيس أن يفكروا في تقديم أفكار كبيرة أخرى. وأولاً وقبل كل شيء، يتعين عليهم التخلص من التهجم والعودة إلى رسالة ثبت أنها فائزة: لقد حصل أولياء الأمور والطلاب على خدمة سيئة أثناء الجائحة وما زالوا يتعرضون للتجاهل.

وهذه الحجة نجحت بشدة مع «الجمهوري» جلين يونجكين حاكم ولاية فرجينيا. ورصد «المركز البحثي الديمقراطي المعتدل» «الطريق الثالث»، أنه بعد فوز «يونجكين»، كان ناخبو بايدن ويونجكين «أكثر حماساً في الحديث عن عدم رضاهم عن تعامل مناطقهم التعليمية المحلية مع مرض كوفيد. وقد شعروا بالمعاملة السيئة من خلال تغيير السياسات غير المتسقة والقلق بشأن تأثير ذلك على عدم الحصول الطلاب على التعليم، وكان هناك شعور بين البعض بأن فرجينيا لم تتبع العلم بإبقاء المدارس مغلقة في وقت متأخر عن الولايات الأخرى». والتركيز على الأضرار التي لحقت بالعائلات بسبب فيروس كورونا مرتبط على الأقل بالواقع.

فقد كان التعلم عن بُعد فاشلاً، وكان من الممكن إعادة فتح المدارس في وقت أقرب، ولدينا كارثة حقيقية في الصحة العقلية. إنها حجة عاطفية وقريبة إلى القلب (فمن هو ذا الذي لا يحب الآباء؟). وحتى الآن، لا تحتوي هذه الفكرة على كثير من المحتوى. و«الجمهوريون»، في الحقيقة، ليس لديهم خطة لمساعدة الطلاب على اللحاق بالركب. لكن الشعارات الجريئة وتوجيه غضب الناخبين مع غضب البيروقراطيين أدى إلى انتخاب كثير من السياسيين.

وهناك فرصة أخرى لمنافسي الحزب «الجمهوري»: فلم يدع أحد عباءة «من خارج المؤسسة السياسية»، واصفاً بقية من في الساحة، ومن بينهم ترامب، بأنهم أشخاص من داخل المؤسسة السياسية غير فعالين وغير أكفاء، ولا يهتمون بالناخبين الجمهوريين. فهذه العباءة هي ما جعلت ترامب يحصل في نهاية المطاف على ترشيح الحزب ويفوز بالرئاسة في عام 2016. فما زال هناك «جمهوريون» يعتقدون أن هناك «مستنقعاً»، وما زالوا يكرهون الحكومة الاتحادية ويعتقدون أنهم ضحايا النخبة التي تدس أنفها في حياتهم. وسيكون من الحكمة أن يراهن على هذه الورقة الحُكّام السابقون أو الحاليون المشاركون في السباق بالفعل أو يفكرون في الالتحاق به.

وتتمثل فائدة الموضوع في إبعاد المرشحين عن التكتل الهستيري للحزب «الجمهوري»، الذي لم يجر التحقيقات التي وعد بها القاعدة الشعبية. وفي الانتخابات العامة، قد تروق نبرة كون المرء من خارج المؤسسة السياسية رغبة الناخبين المستقلين في وقف الصخب والضغائن السياسية.

وإذا سلك المرشحون طريق «من خارج المؤسسة» هذا، فقد يفيد في هذا أن تكون هناك حزمة واقعية لمكافحة الفساد تلاحق ملكية أعضاء الكونجرس من الأسهم، وتلاحق تضارب المصالح في السلطة التنفيذية، وإثراء أعضاء الإدارة من الدول الأجنبية. ولعلكم تعلمون أن كثيراً من هذه الأمور قد تكون ذات صلة بترامب وعائلته. وقد يساعد الهجوم القوي على مدى قدرة ترامب على الفوز بالانتخابات، والخطوة المؤيدة للآباء ورسالة «تجفيف المستنقع» الناخبين على رؤية بديل لترامب قادر على الصمود، أي شخص يمكنه بالفعل التنافس في الانتخابات العامة.

ومع ذلك، فإن أي شخص يفتقر إلى الحقد والولع بالمؤامرة والتي يظهرها ترامب قد لا يكون كافياً لإرضاء قاعدة أولية للحزب «الجمهوري» واقعة تحت سيطرة وسائل الإعلام اليمينية. والناخبون الذين يسحرهم تحويل السياسة إلى علاج بدائي بالصراخ لا يهتمون كثيراً بجدول أعمال قادرة على الصمود. والخلاصة أن الخطوة الأولى في التعافي هي إدراك أن لديك مشكلة.

وإذا كان الناخبون «الجمهوريون» في الانتخابات التمهيدية غير مستعدين لإدراك هذا ويفضلون الخسارة على أن يصبحواً حزباً عقلانياً مرة أخرى، فلن يكون هناك أي فارق لأي عمل يقوم به المرشحون من غير ترامب وغير ديسانتيس. وإذا أرادوا مرشحاً قادراً على الصمود في الانتخابات العامة، فسيكون من الحكمة البحث عن شخص يكون مميزاً عن الحشد.

*كاتبة أميركية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»