عبرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن خيبة أمل شديدة إزاء نتائج التصويت في مجلس الأمن الدولي على القرار الذي قدمته لوقف إطلاق النار في غزة، داعية المجلس إلى التوحد وإنهاء الحرب. وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «العالم اليوم أحوج ما يكون إلى توحيد معاييره الأخلاقية والانحياز للإنسانية».
وبينما استخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» ضد مشروع القرار، فقد أيده 13 عضواً من أعضاء المجلس الـ15، وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.

ومن جهته شدد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، على ضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة سكان غزة. وحث غوتيريش مجلس الأمن على الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، حماية للمدنيين. كما حذّر من «انهيار كامل وشيك للنظام العام» في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر، وذلك في رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن شدد فيها الأمين العام على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار. وكتب غوتيريش متطرقاً للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في عام 2017 إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى وضع «يمكن أن يعرّض حفظ السلم والأمن الدوليين للخطر»، مؤكِّداً أن «تلك المادة تعد أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار ميثاق الأمم المتحدة».
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فهاجم الإدارة الأميركية على نحو غير مسبوق، قائلاً إن استخدامها حق النقض (الفيتو) لمنع المجلس من إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها على القطاع، يعد «عدوانياً وغير أخلاقي ويشكل عاراً» سيلاحقها لسنوات. وحمّل واشنطن «مسؤولية ما يسيل من دماء الأطفال والنساء والعجزة الفلسطينيين في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال»، قائلاً إن ذلك يجعل منها «شريكاً في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين».
وقد دخلت الحرب شهرها الثالث في غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته الحربية في سائر أنحاء القطاع، وسط مخاوف أممية من أزمة إنسانية جديدة.
إن ما يجري في قطاع غزة من حصار تفرضه إسرائيل التي تمارس شتى صنوف المنع بحق القطاع، يزيد معاناة «الغزيين» ويعرضهم لكارثة إنسانية واسعة.
وبعد مرور شهرين على اندلاع الحرب في قطاع غزة، حذرت الأمم المتحدة من «سيناريو مرعب» في القطاع قد تعجز العمليات الإنسانية عن التعامل معه. وحذرت المنظمة الدولية من ظروف الانهيار المؤسف، قائلة إنه «يجعل من المستحيل تقديم مساعدة إنسانية حتى ولو كانت محدودة».
إسرائيل بقصفها الجوي والبحري والبري المتواصل ضد الأحياء السكنية والمنشآت المدنية في قطاع غزة، جعلت الرأي العام العالمي يتعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، حتى من جانب اليهود داخل إسرائيل نفسها، وخارجها أيضاً. 
ومن جهته أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط من دون دولة فلسطينية مستقلة، وقال للصحفيين: «عندما تنتهي العملية العسكرية الكبيرة في غزة، نحتاج إلى إحلال سلام قوي وطويل الأمد، ويجب أن نعمل على ذلك».
ويبقى الحل العملي الأمثل هو الذهاب بجدية نحو إقامة دولة فلسطينية معترف بها، دون تسويف ولا تأخير.
 
*سفير سابق