بعد أربع دورات أصبح «ملتقى أبوظبي الأسري» حدثاً بارزاً في رزنامة الأحداث السنوية في العاصمة أبوظبي، وذلك بسبب ثراء فعالياته وتنوع برامجه، ولكونه يهتم بالأسرة ويضع شؤونها على طاولة البحث.
وأنا شخصياً أعي تماماً أن كل المشاريع التي نفذتها المؤسسة وتنفذها، والأخرى الموضوعة ضمن أجندتها المستقبلية، تحظى برعاية خاصة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، التي تؤمن بدور الأفراد في الارتقاء بمسيرة التنمية الشاملة المستدامة، بالإضافة إلى إيمانها بدور القطاع الاجتماعي في إرساء منظومة مجتمعية تتسم بالمرونة والفاعلية، وفي خلق جيل متعلم ومثقف وصحي يدرك مسؤولياته وحقوقه وواجباته تجاه مجتمعه ووطنه.
ثم إن افتتاح الملتقى من قبل سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة يعكس اهتمام الحكومة بدعم القطاع الاجتماعي، وتعزيز الاستقرار الأسري، وتعميق القيم الإيجابية في المجتمع، والاستثمار الأمثل في الخبرات والطاقات البشرية والكوادر المتميزة.
إن الملتقى الذي نظمته مؤسسة التنمية الأسرية مؤخراً تحت شعار «أسرة متماسكة مجتمع مستدام» في جزيرة الحديريات كان قد استقطب آلاف الزوّار المهتمين بكل ما يتضمن من فعاليات وفقرات وعروض تفاعلية، خصوصاً وأنه- أي الملتقى - ينضوي تحت مظلة برنامج سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي، أحد المشاريع الرئيسة للمؤسسة، ويؤكد باستمرار على دور ومكانة الأسرة بوصفها شريكاً استراتيجياً في تحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة.
والملتقى في هذه الدورة كان قد فتح المجال لفئة الشباب للاطلاع على خيارات التعليم المتقدمة ومهارات المستقبل، كما ركز على دور الأسرة، واستعرض القضايا والتحديات التي تواجهها، مع تقديمه حلولاً وآليات تسهم في استدامتها وتماسكها، وتمكّن أفراد المجتمع وتعزز قدراتهم فيما يتعلق بالخدمات الحكومية، وخصوصاً الرقمية منها، وتسهيل وصولهم إليها بما يُسهم في بناء علاقة ثقة تكاملية بين أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والخدمية المختلفة.
ولم يتوقف دور الملتقى على ذلك، إنما سلط الضوء كذلك على ضرورة تمكين الأسرة ورفع وعي أفرادها بما يحتاج إليه المجتمع من تكاتف من أجل الإسهام في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط في سبيل دفع عجلة التنمية الاجتماعية في الإمارات، وعلى ترسيخ مفهوم الذكاء المجتمعي من خلال استقطاب المبادرات التي تسهم في نشر الوعي وتغرس روح المبادرة والابتكار ضمن بيئة تنافسية.
من جهة ثانية وعلى مدار الدورات الأربع، أرى أن الملتقى - باعتباري رئيساً لمجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية - يخلق حالة من التواصل والتفاعل بين كافة أفراد المجتمع، فيتيح لهم فرصة المشاركة الفاعلة فيها، ويستكشف قدرات الموهوبين وروّاد الأعمال المبدعين، كما يستثمر الخبرات التراكمية لتوظيفها بالشكل الأمثل.
وبالطبع فإن نجاح المؤسسة يعكس بالدرجة الأولى العلاقة القوية بين الرئيس الأعلى للمؤسسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والموظفين الذين يترجمون الخطط إلى إنجازات، كما يؤكد على متانة علاقة المؤسسة بشركائها الاستراتيجيين والداعمين في القطاع الحكومي ممثلاً بالوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات، وبالقطاع الأهلي ممثلاً بالمراكز والشركات التي تتقاطع مصالحها مع مصلحة الأسرة بكافة أفرادها.
إن كوادر مجتمعنا من فئتي الأطفال واليافعين بالتحديد هم طاقات واعدة، ونحن على يقين بأن توفير الظروف المناسبة لهم سوف يقودهم للكشف عن إبداع وتميز كبيرين في عدد من المجالات، كما سينتقلون من مستهلكين إلى منتجين قادرين على ابتكار وصنع ما يحتاج إليه المجتمع الإماراتي بخصوصيته وتناغمه، الأمر الذي يضمن مساهمة كل أفراد المجتمع في تعزيز قيم الابتكار والتميز بروح التجدد والانفتاح والاستدامة.