«فلو ديل» وهي تقدم برنامجَها الإذاعي الصباحي «The Breakfast Show» من داخل الاستديو في محطة NTS الإذاعية بحي «دالستون» في شرق العاصمة البريطانية لندن. وتمثل محطة NTS محاولة لتجديد الراديو التقليدي وبث روح مختلف في برامجه، وهي تبث عبر الإنترنت، لذا فهي تنتمي إلى ما يسمى webradio، وقد تم إنشاؤها في عام 2011 على أيدي أعضاء مؤسسين مثل «فمي آدييمي» و«بوالر روم» و«كلير أورباهن»، بغية تقديم نمط إذاعي جديد مختلف عن الراديو التقليدي، يمكن الوصول إليه على مدار اليوم عبر منصة «ميكسكلود» Mixcloud المجانية لمشاركة الموسيقى والاستماع إليها. والكثير من برامج NTS مخصصة لجلسات المزج المسجلة في الاستوديو، والتي يتم بثها على الراديو مباشرة أو من خلال البودكاست المتاح على موقعها الإلكتروني.
تتجول «فلو ديل» داخل الاستوديو الصغير في شرق لندن، وهي تعلن بهدوء عن بعض الأغاني وتطلق ضحكةً لدى قراءتها رسائلَ واردة في غرفة الدردشة الحية على الإنترنت بالمحطة. ومثلها مثل معظم مذيعي الراديو الصباحيين، تحاول «ديل» أن تريح المستمعين في بداية يومهم الجديد، وأن ترفع وتيرة الإيقاع ببطء قبل الوصول إلى نقطة الذروة. لكن على عكس معظم مذيعي الراديو الصباحيين، تقوم ديل بتشغيل مقطوعات موسيقية بمزيج من الأساليب التي يمكنها دمج سلسلة كاملة من أحدث المقطوعات الموسيقية الغامضة مع مقاطع من موسيقى الروك القديمة. لذا ربما يمكن للشخص قضاء يوم كامل في الاستماع إلى NTS دون أن يتعرف على وجه التحديد إلى مطرب واحد. ومع ذلك فقد استطاعت هذه المحطة أن تجذب إلى برامجها مستمعين من جميع أنحاء العالم، كما استقطبت المئات من أصحاب المواهب الفنية كضيوف على الهواء مباشرة.
وكما قالت «ديل» في مقابلة صحفية فإن NTS، على عكس الراديو التقليدي، «يغذي» جمهوره بالملعقة، ويعامل المستمع على أنه كائن ذكي وصاحب ذوق وقدرة على التخيل. وقد بدأت «ديل» العمل في NTS عام 2016 مع عدد قليل من الأشخاص كمتطوعين، ولم يكن هناك أي موظفين بدوام كامل في المحطة آنذاك. أما الآن فثمة 45 شخصاً يعملون في NTS والشركات المرتبطة بها، يشتمل عملهم على تقديم البرامج وتنظيم المهرجانات والفعاليات وإنشاء حملات تسويقية لعلامات تجارية.. وكل ذلك وفق أساليب جديدة تمثل قطيعةً مع الراديو التقليدي. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)