عملاقا الطاقة الأوروبيان، شركة «شل» البريطانية وشركة «توتال إنيرجيز» الفرنسية، يفكران الآن جدياً في مزايا إدراج أسهمهما في سوق الولايات المتحدة، لتعزيز تقييماتهما السوقية. وفي هذه الصورة نرى مجمع تكرير تابعاً لشركة «شل» بمنطقة «دير بارك» بولاية تكساس الأميركية، لكن الشركة البريطانية، مثلها مثل نظيرتها الفرنسية، تريد تعزيز حضورها في السوق الأميركية، على أمل أن تصبح نداً لإكسون موبيل وشيفرون، أكبر شركتين للطاقة في الولايات المتحدة.
وإلى وقت قريب لم يكن من الممكن لشركة «توتال إينرجيز» تقريباً أن تفكر في نقل إدراج أسهمها الأساسية من باريس، لكن الرئيس التنفيذي للشركة، باتريك بوياني، أثار في الآونة الأخيرة إمكانيةَ النظر في مثل هذا التحول، خاصة بعد تزايد الضغوط على الشركة لتحسين تقييماتها التي تتخلف عن نظيرتيها في الولايات المتحدة.
كما قالت شركة «شل»، وهي أكبر شركة للطاقة في أوروبا، إنها قد تفكر في اتخاذ خطوة مماثلة بعد الانتهاء من نقل مقرها الرئيسي من لاهاي في هولندا إلى لندن.
وتعكس تحركات الشركتين حجم الإغراء الذي تمثله الولايات المتحدة كمركز لإنتاج الطاقة والابتكار والاستثمار، علاوة على كونها الآن أكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي المسال في العالم. وهذا ما يصنع الفارق الكبير في التقييم بين شركات الطاقة العملاقة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها وبين نظيراتها الأوروبيات. فإكسون موبيل وشيفرون تتمتعان بنسب سعر السهم إلى الأرباح، وهو مقياس تقييم أعلى بالثلث على الأقل من تلك النِّسب الخاصة بالمنافسين الأوروبيين.
وإلى ذلك، فقد يمنح قانون خفض التضخم الذي أصدرته إدارة الرئيس جو بايدن ميزةً إضافية أخرى للولايات المتحدة في مجال تقنيات الطاقة النظيفة، بما في ذلك الهيدروجين والمركبات الكهربائية.
وفي المقابل فإن إنتاج النفط في أوروبا يشهد انحداراً، والعديد من الحكومات الأوروبية متشككة بشأن صناعة النفط والغاز التي تظل مع ذلك ذات أهمية بالغة لإمدادات الطاقة العالمية، على الرغم من المخاوف بشأن تغير المناخ.
إن انخفاض تقييم الأسهم لا يؤدي فقط إلى خفض معنويات المديرين التنفيذيين، ولكنه كذلك يضع الشركات في وضع غير مواتٍ عند استخدام أسهمها للمشاركة في موجة من توحيد الصناعة. ولذا فقد أصبحت الشركات الأوروبية تنظر إلى إدراج أسهمها في سوق الولايات المتحدة كوسيلة محتملة لتعزيز قيمتها السوقية وسد الفجوة مع كبار المنافسين. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)