«دولة الإمارات مع السعودية قلباً وقالباً، والمفروض علينا أن نقف وقفة رجل واحد وأن نتآزر فيما بيننا، ونؤمن بأن المصير واحد».. تلك هي مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – عن الروابط الراسخة وطبيعتها بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الشقيقة. ويشهد الشعبان منذ عقود مدى دقة وصحة تلك المقولة ولعل أبرز برهان عليها هو التحالف الإماراتي-السعودي الذي يهدف إعادة الشرعية للشعب اليمني الشقيق ورد العدوان الإيراني الإرهابي ممثلا بجماعة «الحوثي» بشكل خاص ومواجهة الإرهاب في المنطقة بشكل عام.
ونحن إذ نشهد احتفالات الشعب السعودي الشقيق بالذكرى الـ 88 لليوم الوطني للمملكة لا يسعنا إلا أن نهنئ السعودية شعباً وقيادة وحكومة بتلك الذكرى الخالدة، والتي أثمرت عن إنجازات لا تحصى يحق للمواطن السعودي أن يفخر بها. وقد كان إعلان تحويل اسم الدولة من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها»، إلى المملكة العربية السعودية ابتداءً من تاريخ 23 سبتمبر 1932م بموجب مرسوم أصدره المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – بمثابة بزوغ فجر جديد من النهضة والتطور والتسامح في منطقة الخليج العربي بشكل خاص والعالم العربي والعالم أجمع بشكل عام. فقد كانت المملكة العربية السعودية قبل ذلك التاريخ وبعده خير من يحمل أمانة حماية وتطوير الحرمين الشريفين تأكيداً للمكانة السامية والرفيعة التي تحتلها السعودية بين الدول الإسلامية. أضف إلى ذلك النجاح الباهر للقيادة السعودية منذ الملك المؤسس – رحمه الله – إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في تسخير الثروات الطبيعية التي حبا الله بها السعودية لتحقيق النهضة والتنمية الشاملة في مختلف المجالات بما يعود بالرخاء والرفاهية والأمن والأمان والاستقرار على المواطن السعودي والمقيم على حد سواء. وقد كان من أبرز مخرجات التنمية الشاملة التي شهدتها السعودية، إعداد وتأهيل العنصر البشري السعودي من الرجال والنساء في كافة مجالات سوق العمل مما ساهم في بروز قيادات سعودية تولت دفة التطوير ودفع المجتمع إلى الأمام.
وقد كان لإيمان القيادة السعودية العميق بضرورة ضمان استقرار منطقة الخليج العربي في مواجهة كافة التهديدات الإرهابية التي تحيق بها بالغ الأثر في التقاء الرؤيتين الإماراتية والسعودية في هذا المجال. وقد تمخض عن تلك الرؤية المشتركة ولادة أول استراتيجية مشتركة لدولتين خليجيتين وضعت الأسس لتحالف يضع على رأس أولوياته توفير الأمن والأمان للمواطن السعودي والإماراتي من خلال مواجهة التهديد الفارسي «لآيات الفتنة» في إيران والذي امتد لليمن بعد تجنيد جماعة «الحوثي» الإرهابية ودعمها للانقلاب على الشرعية في صنعاء.
فالعقلاء يدركون جيداً أن الشعارات الإيرانية الزائفة حول محاربة الولايات المتحدة الأميركية أو تحرير فلسطين من براثن العدو الصهيوني المحتل ليس من خلال الاحتلال الفارسي لليمن والذي يمثل حلقة في سياسة التوسع الإيرانية في العالم العربي بجانب دور طهران الإرهابي في العراق وسوريا ولبنان. وبالتالي فإن مواجهة التغلغل الإيراني في اليمن كان يتطلب قراراً حازما ووحدة صف قوية وراسخة ليس فقط من أجل حماية الجيل الحالي من أبناء الإمارات والسعودية، بل لوقاية مجتمع دول الخليج العربية من الإرهاب والتفتت والفرقة والفوضى والحرب الأهلية، التي تشهدها الدول التي توسعت فيها إيران. وهنا التقت الإمارات والسعودية من خلال تحالف دعم الشرعية الذي تضرب من خلاله القيادتان يومياً أروع الأمثلة ليس فقط في تحرير التراب اليمني من جماعة «الحوثي» الإرهابية، بل من خلال برامج المساعدات الإنسانية وتعمير المدن المحررة أيضاً مما يمنح المواطن اليمني الأمن والأمان والاستقرار ليستطيع المساهمة في إعادة بناء بلاده وتطويرها.