نهاية تحقيق روبرت مويلر، خسارة ملايين الأشخاص للتأمين الصحي، قوانين جديدة تجعل التصويت أكثر صعوبة، مزيد من خفض الضرائب على الأغنياء، إضرار أكبر بالبيئة، حزب جمهوري مصاغ على نموذج الرئيس ترامب.
هذه بعض من النتائج المحتملة في حال فوز الجمهوريين بالانتخابات النصفية وحفاظهم على الأغلبية في كل من مجلسي النواب والشيوخ. علينا ألا نخدع أنفسنا، فهذه النتيجة رغم أنها ليست الأرجح، فإنها تظل ممكنة. وقد أظهرت استطلاعات الرأي خلال الأسبوعين الأخيرين كيف يمكن أن يحدث ذلك. فالناخبون الذين يميلون إلى الجمهوريين –مثل البيض في الجنوب– يمكن أن يضعوا خيبة أملهم إزاء ترامب جانباً ويصوّتوا لصالح المرشحين الجمهوريين للكونجرس. والناخبون الذين يميلون إلى اليسار -مثل اللاتينيين والشباب– يمكن أن يشاركوا في الانتخابات بأعداد منخفضة، مثلما يفعلوا عادة في الانتخابات النصفية. كما أن جهود الجمهوريين لكبح نسبة المشاركة يمكن أن تقلب نتائج بعض السباقات الانتخابية الأشد احتداماً والأكثر تنافساً.
وعلى أي حال، فإن الديمقراطيين سيفوزون على الأرجح بالتصويت الشعبي في انتخابات مجلس النواب، وذلك لأول مرة منذ 2012. فترامب ما يزال مفتقراً للشعبية. غير أن تضافر عاملي التلاعب بطريقة تقسيم الدوائر الانتخابية على نحو يخدم مصلحة الجمهوريين، وتركز الناخبين الديمقراطيين في المدن الكبيرة، يعني أن فوزاً في التصويت الشعبي لن يترجم بشكل أوتوماتيكي إلى أغلبية في مجلس النواب.
وفي هذا الأثناء، يبدو أن الانتخابات أخذت تنفلت من أيدي الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، لاسيما أن عدداً من سباقات الكونجرس الانتخابية القوية هذه السنة تشمل ديمقراطيين يدافعون عن مقاعدهم في ولايات حمراء (ولايات تصوّت للجمهوريين عادةً). ونتيجة لذلك، فإن الجمهوريين قد يوسّعون أغلبيتهم الحالية (51-49)، مما سيسهّل عليهم الفوز بعمليات تصويت متقاربة حول التشريعات والتعيينات.
والواقع أنه إذا تمكن الجمهوريون من الحفاظ على مجلسي الكونجرس، فإن ذلك سيؤدي إلى صدمة سياسية. وقد انصبت معظم التكهنات حتى الآن على ما قد تعنيه سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب، ولكن من المهم أن ندرك أن من شأن فوز الحزب الجمهوري تغيير واشنطن. فمن شأن ذلك أن يمثّل تأكيداً وتزكية لترامب، الذي سيستطيع وقتها التفاخر بأنه تحدى توقعات الخبراء مرة أخرى. ومن شأنه أيضاً أن يعني أنه تفوق على باراك أوباما، وبيل كلينتون، ورونالد ريجان، وليندون جونسون، وهاري ترومان.. وجميعهم تلقوا هزائم في الانتخابات النصفية الأولى من فتراتهم الرئاسية. كما من شأن ذلك أن يقوّي ترامب ويجعله أكثر جرأة على الدفع في اتجاه أميركا التي يريد، حيث مراقبة الشركات قليلة، وتغير المناخ يُتجاهل، وحقوق التصويت محدودة، والرعاية الصحية امتياز، واستقلال القضاء خيال، والحقيقة هي كل ما يقول إنه حقيقة.
وبالطبع، أجد هذا الاحتمال مخيفا. وأفضّل بدلا من ذلك أن أتخيل الطرق التي يمكن أن يتصرف بها الكونجرس ككابح لترامب بعد فوز الديمقراطيين ببعض السيطرة. وهذا أمر ترجّحه استطلاعاتُ الرأي، حيث قدّر الموقع الإلكتروني «فايف-ثرتي-إيت»، الجمعة الماضي، فوز الديمقراطيين بنحو 84?.
غير أن ثمة فرقاً كبيراً بين المستبعَد والمستحيل. فاستطلاعات الرأي أشبه بنشرات التنبؤ بحالة الطقس أو التشخيصات الطبية. إنها دليل ومرشد للمستقبل أفضل بكثير من التخمين العشوائي، لكنها تنطوي على عدم اليقين. و«84?» ليست مجرد طريقة حذرة للقول «100?». فحزب ترامب الجمهوري يمكن حقاً أن يفوز بالانتخابات النصفية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»