أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض «سارة ساندرز» عن زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى «بيتسبيرج» في ولاية بنسلفانيا شرق الولايات المتحدة، وذلك بعد أيام من حادث إطلاق النار في معبد يهودي نهاية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً. وفي تقديري لم يكن على ترامب أن يذهب. وكان عليه أن يجنبنا الجدل بشأن ما إذا كان مرحباً به أم لا، وأن يجنبنا الجدل الحتمي بشأن حقيقة ما إذا كانت كلماته القاسية، وأداؤه بشكل عام، جيداً أم لا.. ولم يكن عليه الذهاب أيضاً ليجنبنا مشهد المدافعين عنه المعتادين ممن يزعمون أن أداءه كان كاملاً من الأوجه كافة. وما حدث في «بيتسبيرج» كان أكثر الهجمات دموية ومعاداة للسامية في تاريخ هذه الدولة. ومثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وربما تحطم «مكوك الفضاء الأميركي تشالنجر»، كان حادث إطلاق النار داخل المعبد مأساة وطنية، أدت إلى لحظة من الأسى الشديد الذي تشاركه جميع الأميركيين. والحقيقة المجردة أن كثيراً من الأميركيين سيئنّون ويهزون رؤوسهم بدلاً من الترحيب بمشاركة الرئيس. ولن يضيف انتظار حضوره في المبنى وواقع «الترقب والقلق من إمكانية حدوث أي شيء» سوى مزيد من التوتر إلى الأمة، ولن يفعل شيئاً لتخفيف أسى أسر الضحايا أو تهدئة الآلاف من سكان المجتمع في بيتسبيرج. وبكل وضوح، تكاد لا تكون هناك فرصة أن يقول ترامب أو يفعل الأمور الصحيحة في بيتسبيرج.
وقد تسبب ترامب بالفعل كثيراً في ألم للدولة أكثر من علاجها، وذلك بالتشويش على رده الملائم في البداية على مذبحة يوم السبت. وبدلاً من الحفاظ على الاتزان والوقار المطلوبين في مثل هذه المناسبة، نقلت قناة «إن بي سي نيوز» يوم السبت، بعد ساعات فقط على حادث إطلاق النار، أن الرئيس «تحدث عن حالة شعره، ووجّه انتقادات إلى اثنين من «الديمقراطيين» الذين يستهدفهم بالانتقاد عادة»، وألمح إلى أنه من المرجّح ألا يفوز بجائزة «نوبل للسلام» في تبادل للحديث مع صحافيين في مؤتمر «مستقبل المزارعين الأميركيين».
ومن السيئ جداً حقيقة أن أميركا ليس لديها رئيس يمكنه توحيد البلاد، ويساعدنا على الثبات في وقت كهذا. فالبيت الأبيض هو قلب دولتنا، وواجب على أي شخص يشغله أن يفعل الشيء الملائم في لحظات المحنة والأسى. وقد كان على ترامب أن يرسل نائبه «مايك بنس» بدلاً منه لكي يقدم تعازيه نيابة عن دولتنا وعن إدارته. وبالطبع، كانت زيارة نائب الرئيس ستختلف عن الزيارة الرئاسية، لكنها كانت ستصبح أفضل من أي شيء يفعله الرئيس في «بيتسبيرج»، وخلال الساعات والأيام التي تليها، لأنه حتما سيصبح في موقف دفاعي، وسيضع الوقود على النار. وكانت الإطلالة والإيماءة والتعبيرات الملائمة للحظة كهذه ستخرج بسهولة أكبر من قبل «بنس» مقارنة بترامب.
 
إد روجرز
مستشار سابق في إدارتي رونالد ريجان وجورج بوش الأب
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»