انتخابات التجديد النصفي كانت ليلة جيدة بالنسبة لـ«الجمهوريين» بمجلس الشيوخ، وليلة ممتازة بالنسبة لـ«الديمقراطيين» في مجلس النواب. فقد تأرجح الغرب الأوسط الترامبي مرة أخرى تجاه «الديمقراطيين»، أما ناخبو مجلس الشيوخ في الولايات «الحمراء» فقد التزموا بالحزب «الجمهوري». ولم تكن استراتيجية حشد القاعدة على المستوى المطلوب بالنسبة لـ«الديمقراطيين» في فلوريدا وجورجيا. وكان هناك توبيخاً لدونالد ترامب بشكل عام، لكنه لا يؤدي إلى إنهاء الرئاسة.
وما بين مكاسبهم في مجلس «الشيوخ» والقليل من انتصارات حكام الولايات المفاجئة، ربما يكون «الجمهوريون» قد حصلوا على ما يكفي من جوائز الترضية لكي يشعروا بالرضا عن النتيجة. وسيكون شعور منتقدي ترامب في اليمين أفضل قليلا، نظراً لأن مجلس النواب بوسعه الآن فحص والتحقيق مع رئيسنا بينما يواصل مجلس «الشيوخ» التأكيد على تعيين القضاة المحافظين.
بيد أن هذه الانتخابات تؤكد أنه في مقابل بعض المتحمسين لترامب، فإن حقبة «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» في السياسة اليمينية هي في الأساس حقبة دفاعية، يستفيد فيها الحزب «الجمهوري» من فوزه في المجمع الانتخابي ومن ميزة في مجلس الشيوخ لملء المحاكم وتأجيل الطموحات الليبرالية – لكنه يفشل، بشكل واضح، في جني المكافآت السياسية من التوسع الاقتصادي الحالي، وبناء أغلبية شعبية فعلية.
وبدلاً من ذلك، بعد أن قايض مرشحه الكثير من الناخبين في الضواحي مقابل دعم أقوى من الطبقة العاملة في 2016، استمر الحزب «الجمهوري» في عهد ترامب في خسارة سكان الضواحي، بينما كان أيضاً يعيد بعض من مكاسب طبقة العمال في الغرب الأوسط. وكان يجب أن تكون الاستراتيجية السياسية للجمهوريين بعد فوز ترامب واضحة: ضمان إعادة اصطفاف الطبقة العاملة بجرعة من الشعبوية الاقتصادية، والحفاظ على الضواحي من خلال الحد من التجاوزات الترامبية. وبدلاً من ذلك، سمح الرئيس لـ«الجمهوريين» في الكونجرس بشق طريقهم في السياسة، بينما تركه «الجمهوريون» على طبيعته بطرق أخرى – الأمر الذي جعل اكتساح «الديمقراطيين» لمجلس النواب هو بالضبط النتيجة التي يستحقها كل من «بول رايان»، الذي سيرحل قريباً.
وبقدر ما يرغب المحافظون – العاديون وأصحاب شعار «لا لترامب» على حد السواء – في التكيف مع هذه النتيجة طالما أنهم يحتفظون بمجلس الشيوخ، فإن هذا ما نستحقه أيضاً. ولا توجد أجندة محافظة حاكمة في الوقت الحالي؛ هناك فقط رغبة في عدم وجود حكم ليبرالي.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "نيويورك تايمز"