لم يكن التأرجح في 28 مقعداً، والذي منح الحزب الديمقراطي السيطرة من خلال انتخابات التجديد النصفي على مجلس النواب، حتى نصف المقاعد الـ63 التي فاز بها الحزب الجمهوري في 2010. وكان فوز الجمهوريين في مجلس الشيوخ أكثر قابلية للتنبؤ في عام كان فيه الكثير من الديمقراطيين في الولايات الحمراء (الجمهورية) على استعداد لإعادة انتخابهم. وهذا يؤكد أنه بينما تكون «المقاومة» جيدة في توليد الكثير من الأصوات، فإنها لم تحدد كيفية تحويل الأصوات إلى مقاعد. والليبراليون أحرار في التذمر لأنهم فازوا مرات عديدة بالتصويت الشعبي للرئاسة والكونجرس، بينما خسروا في الانتخابات، وبالتالي فإن النظام «مزور»!
بيد أن هذا هو النظام الذي يلعب فيه الجميع، وهو نفسه النظام الذي لم يكن لديهم مشكلة في الفوز فيه حتى قبل بضع سنوات. والشكوى من ذلك تجعلهم يبدون كثيري التذمر بطريقة تذكرنا بترامب في عام 2016، عندما كان يعتقد أنه سيخسر. وهي أيضاً تذكير بأن الشدة في السياسة، ليست استراتيجية. يجب أن تكون قادراً على التغير.
والمقاومة لم تتغير.. لم تتغير عندما رشحت مرشحين يساريين في ولايات تميل إلى اليمين مثل فلوريدا وجورجيا، ولم تتغير عندما أغدقت الأموال على تكساس التي ليس لديها سوى أمل ضئيل في الفوز، بدلاً من الولايات التي تشتد فيها الحالة لمثل هذه الأموال. ولم تتغير عندما أصبحت أكثر اهتماماً بمسألة مقدار ما لم يدفعه ترامب في الضرائب أكثر من مسألة مقدار ما يدفعه أحدهم في الضرائب. ولم تتغير عندما اختار تشاك شومر أن يجعل ترشيح «بريت كافانوه» للمحكمة العليا هو الاختبار السياسي الحاسم لهذا العام. ولم تتغير عندما حولت الجلسة الأولى للتأكيد على تعيينه إلى سيرك. ولم تتغير عندما انتهك الليبراليون في وسائل الإعلام المعايير الصحفية العادية عن طريق إعداد تقارير عن اتهامات غير موثقة ضد «كافانوه» فيما يتعلق بتحرشه بكريستين بلاسي فورد.
مرة أخرى، ما الذي يفكر فيه الناخب العادي بشأن الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بـ«المقاومة»؟ إنني لا أقصد بقية منتقدي ترامب، مثل الأشخاص الذين يمقتون ليس فقط الرجل، بل أيضاً يحتقرون ناخبيه (ودائماً ما يجعلونه يعلم ذلك). إنهم يقيسون قيمتهم الأخلاقية ليس من خلال الجهد الذين يبذلونه للفهم، بل من خلال شدة ازدرائهم. وهم -كما يعتقدون –دائماً على حق، لكن غالباً ما تفاجئهم الأحداث.
وقد كنت عضواً في هذا المعسكر. والأمانة الفكرية يجب أن تدفعنا للاعتراف بأننا حققنا عكس ما كنا نريده بالضبط. فقد أصبحت «الترامبية» أكثر رسوخاً من أي وقت مضى. إن نتائج انتخابات التجديد النصفي تعني إن لم يكن أي شيء آخر، أن الرئيس نجا في أول اختبار سياسي كبير له بدرجة أكثر من كافية. وما لم يتغير الديمقراطيون، فسيُنظر إليه باعتباره المرشح المفضل للفوز بانتخابات 2020. مرة أخرى، إنني أكره أن أرى هذا يحدث. إنني أريد أن يخسر ترامب والترامبية. لكن إن لم يجد الديمقراطيون، باعتبارهم حزباً للمقاومة، سبيلاً لأن يصبح أكثر دهاءً وأكثر تواضعاً، فإن هذا لن يحدث. واليوم الذي يتولى فيه الديمقراطيون مجلس النواب سيكون فرصة جيدة للبدء في بناء جسور حقيقية، وليست خيالية، للعبور إلى أميركا الأخرى.
 
بريت ستيفنز
كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»