تعتز دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً بشهدائها الأبرار وتستذكر وتفخر ببطولاتهم فيأتي يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام في دولتنا الحبيبة الإمارات ليخلد ويمجد بطولات أبنائها الشهداء. مناسبة وطنية تذكرنا بأول الشهداء قبل أيام من إعلان تأسيس اتحاد دولة الإمارات الشهيد سالم سهيل بن خميس شهيد الاحتلال الإيراني لجزيرة طنب الكبرى في 30 نوفمبر 1971 الذي كان يقود جماعة مكونة من ستة أفراد من قوات الشرطة، دافعوا ببسالة عن جزيرة طنب الكبرى ضد القوات الإيرانية، حيث رفض آنذاك إنزال علم رأس الخيمة من على مركز الشرطة في الجزيرة في وقت كانت الطائرات والبواخر الإيرانية تحاصر الجزيرة، فهاجمه المحتلون وتبادلوا معه إطلاق النيران، هو برشاشه الوحيد مقابل كتيبة إيرانية بكامل عتادها، وقبض على الجنود الخمسة كأسرى، ثم أطلق سراحهم لاحقا ولاتزال حتى يومنا هذا قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة تتصدر أولوية للسياسة الخارجية الإماراتية، التي تركز على أحقيتها التاريخية في السيادة عليها، باعتبارها أرضاً إماراتية أخذت بالقوة والاحتلال العسكري منذ 47 عاماً، ومازالت دولة الإمارات تركز على الوسائل الدبلوماسية وتطرح الخيارات السلمية للقضية، وتثيرها باستمرار في المحافل الدولية، وستظل دولة الإمارات في يوم الشهيد، وفي يوم الاتحاد، تستذكر العدوان الإيراني على أراضي الدولة عشية إعلان الاتحاد.
لقد كان قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، في أغسطس 2015 بأن يكون يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد تخليدا لذكرى شهداء الوطن، ومناسبة للاحتفاء والتقدير لتضحياتهم في سبيل دولة الإمارات وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية. وكان إنشاء مكتب «شؤون أسر الشهداء» وتدشين «واحة الكرامة» في أبوظبي بأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تجسيداً لأبلغ صور التلاحم بين شعب الإمارات وقيادته برعاية ودعم أسر الشهداء. «واحة الكرامة» باتت رمزاً وطنياً ونُصباً تذكارياً للشهداء من أبطال الإمارات، «الواحة» تتضمن «نصب الشهيد» و«ميدان الفخر» و«جناح الشرف» لتشكل تحفة فنية ومعلماً حضارياً ووطنياً وشاهداً تاريخياً على تضحيات أبناء الإمارات يستلهمون منه هم والمقيمون والزائرون والأجيال القادمة قيم التضحية السامية وحب الوطن بنماذج خالدة في الذاكرة الجمعية لهذا البلد المعطاء.
يوم الشهيد مناسبة لتذكر شهداء الوطن والواجب الذين قدموا أرواحهم خدمة للوطن، ومن أجل الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة، سواء بحفظ استقرار مملكة البحرين الشقيقة أو بتقديم الدعم دفاعاً عن الحق ولاستعادة الشرعية في اليمن. هذه المناسبة تُخلد محطات فاصلة ومهمة في تاريخ دولة الإمارات مبقية على شعلة الشهداء الإماراتيين متقدة من خلال استلهام الدروس والعبر لإلهام الأجيال القادمة بمعاني مفردات التضحية والولاء والانتماء للوطن والحفاظ على أمن واستقرار الوطن وعزه وكرامة شعبه من خلال الاحتفال بيوم الشهيد.
اليوم وفي يوم الشهيد نستحضر أن هذا الاتحاد العظيم قام واستمر بتضحيات الشرفاء من أبنائه، بدءاً من قصة شهيد طنب الكبرى إلى قصص شهداء الواجب، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عندما أشار إلى أن بطولات شهداء الإمارات ستظل محفورة في ذاكرة الوطن وخالدة في الوجدان، واصفاً سموه هذه البطولات بأنها أوسمة عزة وفخر في الصدور. 30 نوفمبر يوم سنوي للاحتفاء والتكريم والتذكر لشهدائنا الأبرار، أما عملهم فسيخلده التاريخ، وستتحدث عنه الأجيال وسيهنأ بتضحيتهم الوطن والشعب.