يقوم المرشح الرئاسي السابق عن الحزب «الديمقراطي» السيناتور «بيرني ساندرز» (مستقل –فيرمونت)، والنائبة «الديمقراطية» المنتخبة «الكسندريا أوكاسيو-كورتز» بجهود لتحديد أولوياتهما قبل انعقاد الكونجرس الـ 116. ونظراً لأن «ساندرز» هو المنافس الرئيسي للترشيح الرئاسي في 2020، وأن «أوكاسيو-كورتز» هي نجم الحزب في الدورة الانتخابية لعام 2018، فإن رأيهما، من الناحية النظرية، يجب أن يؤخذ على محمل الجد. بيد أن «ساندرز» و«أوكاسيو كورتز» لا يقدمان شيئاً جديداً. إنهما يدعوان إلى تحسين الرعاية الصحية، وزيادة الأجور والازدهار الاقتصادي بوجه عام، وهما يتصرفان كما لو كانت تلك هي الأمور التي يأمل كل سياسي في تحقيقها. وفي الأسبوع الماضي، كتب «ساندرز» في صحيفة «واشنطن بوست» أنه ينبغي على «الديمقراطيين»: «[تمرير] أجندة تعكس احتياجات الأميركيين العاملين –وتتمحور على العدالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعنصرية والبيئية». ألا يبدو ذلك مثل أجندة باراك أوباما في 2008 أو هيلاري كلينتون في 2016؟ هذا ليس أكثر من لغة سياسية نموذجية يمكن لأي شخص تقريباً – وبالتأكيد أي «ديمقراطي» – أن يستخدمها. ومن جانبها، كتبت اوكاسيو كورتز على تويتر يوم الجمعة «كل ما أريده للشعب أن يحظى بالرعاية الصحية، وأن يحصل الأطفال على تعليم جيد حتى التخرج من الجامعة».
طوال سنوات عملي بالسياسة التي تزيد على 35 عاماً، لم أقابل سياسياً يعارض الرعاية الصحية أو ذهاب الأطفال إلى الجامعة. ودعواتهم لتوفير الرعاية الصحية للجميع والتعليم الجامعي المجاني، وإعادة تشكيل، إن لم يكن إلغاء، وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك ما هي إلى شعارات فقط. في شهر يونيو، ذكَّر «ساندرز» الناخبين بأنه صوَّت عام 2002 ضد تشكيل وزارة الأمن الداخلي التي تشرف على وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك. وقال «ساندرز» إنه يتعين على «الديمقراطيين» التركيز على «إعادة هيكلة الوكالات التي تنفذ قوانين الهجرة الخاصة بنا». أما اوكاسيو كورتز، فقد أخذت رؤية ساندرز الراديكالية بالفعل بشأن الهجرة إلى مستوى آخر من خلال الدعوة إلى إلغاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، تماما. آمل أن يكون هناك تصويت على اقتراحها بإلغاء الوكالة في مجلس النواب.
ويذكرني هذا بشيء رأيته على الإنترنت: إذا كانت الرأسمالية سيئة والاشتراكية جيدة، فلماذا لا تتوجه قوافل المهاجرين إلى فنزويلا؟ إنها أقرب بكثير من الولايات المتحدة. أين هو النموذج الاشتراكي الذين يريدون تقليده؟ إنني أتوق إلى سماع ما يقوله «الاشتراكيون الديمقراطيون» الجدد.
وبالنظر إلى ما سمعناه حتى الآن من «ساندرز» و«أوكاسيو كورتز»، فإن «الديمقراطيين» ما زالوا لا يملكون أجندة، وبالتأكيد لا يملكون رسالة اقتصادية متماسكة. ونظراً لأن العداء تجاه الرئيس هو ما يدفع العديد من الناخبين ويثير نشطاءهم، فمن غير المرجح أن يصبح «الديمقراطيون» أي شيء أكثر من حزب مناهض لترامب. ولا أتوقع صدور الكثير من التشريعات في مجلس النواب الذي يسيطر عليه "الديمقراطيون"، ولا أتوقع بالتأكيد أي مشاريع قوانين ذات مغزى يتفق الحزبان على تمريرها من غرفتي الكونجرس. إذا كان «ساندرز» و«أوكاسيو كورتز» يمثلان الأصوات الرئيسية لـ«الديمقراطيين»، فكل ما نتوقعه هو مزيد من الخطابات الضحلة والسعي الحزبي وراء ترامب.
*مستشار سياسي للرئيس ريجان
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»