في تاريخ الأمم والدول والشعوب، هُناك لحظات مهمة ونقاط مضيئة لها دور مؤثر وجوهري في تغيير حالة الوطن وكيانه وتاريخه. واليوم الوطني هو التاريخ المجيد الذي يجب أن نفخر به، لأنه يذكرنا بدور المؤسس وجهوده التي كان لها الأثر الحاسم والجوهري في تغيير حالة الوطن، وتحويله إلى واحة أمن وأمان واستقرار وسعادة وعمران، لذلك واجب علينا، ونحن نعيش في هذه الأيام ذكرى قيام الاتحاد، أن نتذكر الجهود الجبارة التي بذلها المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتضحيات الكبيرة التي قدمها في سبيل قيام دولة الاتحاد.
إن هذا اليوم المجيد يمثل نقطةً فاصلةً في تاريخنا المعاصر، وهو أحد صور التفاعل الاجتماعي الذي يتم من خلاله استرجاع الذكريات التي مرت علينا منذ اتحاد هذه الدولة، كما أنه فرصة أيضاً لتجديد مجالات التفوق العديدة، وللتعبير عن الولاء والانتماء لهذه الدولة ولقيادتها.
إنه الاتحاد الذي ولد في المكان والزمان، ضمن ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية صعبة كانت محيطة بالمنطقة، فكان ثورة في إطار الفكر السياسي والواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي السائد في حينه، حيث امتزج الذكاء الفطري بالذكاء السياسي، وبعد النظر بوضوح الهدف، وفن الإدارة وجرأة القرار بالإيمان العميق بمصلحة الشعب والوطن، والحقيقة أنه كان منعطفاً كبيراً تم على يدي المؤسس وبجهوده وبركة إخلاصه وحكمته.
وبفضل السياسة الحكيمة للشيخ زايد تعزز دور الدولة الاتحادية الوليدة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأصبحت لها مكانة كبيرة، سياسياً واقتصادياً وتجارياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً ورياضياً.. مكانة عالمية عميقة ووجود أعمق في المحافل الدولية، وفي مراكز صناعة القرار العالمي.
لذلك فالمعنى المهم الذي ينبغي أن نخرج به في هذه الأيام من احتفالنا بذكرى اليوم الوطني، هو ضرورة مواصلتنا السير جميعاً، أفراداً ومؤسسات، على طريق مسيرة الاتحاد الذي حقق ويحقق لهذه الدولة مكانتها المتقدمة.
إن أهم ما يميز المرحلة الحالية هو أنها تنطلق من رؤية قيادة حكيمة ومن فلسفة إنسانية بعيدة النظر، يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يؤكد من خلال رؤيته الحكيمة إيمانه القوي والمطلق بضرورة تدعيم الكيان الاتحادي، وتحقيق أهدافه، وتعزيز تقدمه في كل المجالات، لضمان مزيد من التقدم والرخاء لشعب الإمارات.
إن الاحتفال باليوم الوطني هو احتفال بمشاعر الحب لهذا الوطن الغالي، كما أنه دافعٌ للعمل بقوّة لخدمة هذه الدولة، وجعل إرادة الإنجاز والإبداع والابتكار السلاحَ الأمضى الذي يتسلح به شعب الإمارات، مجَسِّداً كلَّ معاني العطاء والحب لهذا الوطن، من خلال وحدتنا وولائنا لقيادته الحكيمة.