في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، سمحنا لأنفسنا غالباً في وسائل الإعلام أن نقع فريسة لرغبة دونالد ترامب في تصعيد الخوف من قافلة المهاجرين القادمين من أميركا الوسطى، حتى يستفيد من ذلك المرشحون «الجمهوريون». ومازال هذا يضايقني وأخشى إجمالاً أن تصبح وسائل الإعلام قناة لعملية تخويف محسوبة بدقة من اللاجئين. ويجب علينا التصدي لمديري المؤسسات الإعلامية حين يسعون وراء الربح بطريقة تقوض نظامنا الانتخابي.
وحين يتفوه ترامب بتصريحات مغلوطة عن تعرض أميركا لغزو من لاجئي أميركا الوسطى، فهذا لا يحظى بتغطية فحسب، بل قد يتحكم أيضاً في قائمة أولويات الإعلام. ويرى ناثانيال بيرسيلي أستاذ القانون بجامعة ستانفورد والخبير في الانتخابات، أن الروس نجحوا في عام 2016 في استخدام وسائل الإعلام الرئيسية في التلاعب بالناخبين أكثر مما نجحوا في استخدام فيسبوك.
ويرى أليكس ستاموس، وهو مسؤول سابق في فيسبوك لكنه الآن في جامعة ستانفورد، أنه لم يكن هناك اهتمام كافٍ بالطريقة التي استغلت بها روسيا المنظمات الإعلامية لنشر رسائل «الديمقراطيين» الإلكترونية المسروقة للإضرار بهيلاري كلينتون. ويؤكد أن «وسائل الإعلام التقليدية لم تحاسب نفسها كثيراً على دورها في هذا. وليس هناك إجابة سهلة على ما يجب على الصحفيين فعله حين يجري تسريب استراتيجي لمعلومات جديرة بالظهور في الأنباء، لكن ربما يكون هناك بعض الخيارات يتم فيها تغطية هذه القصص دون تضخيم هائل».
وبصفة عامة، أعتقد أننا في وسائل الإعلام وخاصة في «التلفزيون الكابلي» لم نحسن التصرف عام 2016، لكن الأمور تحسنت كثيراً في عامي 2017 و2018 إلى أن سمحنا لأنفسنا بدفع الأكاذيب بشأن قافلة المهاجرين إلى رأس قائمة الأولويات. ونحن نعلم أنه جرى استغلالنا وما زلنا نسمح بحدوث هذا. والحلول معقدة لأنه ربما يكون هناك اهتمام عام بالاطلاع على مواد مسروقة. فإذا ظهر الإقرار الضريبي لترامب في بريدي الإلكتروني، سأكتب عنه رغم اعتقادي أن دولة ما قد سرقته وأنها تستخدمني لأقوض البيت الأبيض. وبالمثل يتعين علينا تغطية تصريحات الرئيس حتى لو كان مضمونها زائفاً أو متعصباً، لكني أعتقد أننا نستطيع المحاولة بقوة أكبر كي نوضح بجلاء جهود استغلال الجمهور.
وأحد التحديات هي أن كشف الحقائق لا يجدي نفعاً كبيراً للغاية. فقد توصلت تجارب علم النفس الاجتماعي إلى أن الناس حين يعرض عليهم تصحيح الحقائق التي تناقض معتقداتهم، فإنهم ربما يتمسكون بالمعتقدات الخاطئة أكثر عن ذي قبل. وهذا يطرح معضلة على وسائل الإعلام.
 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»