جورج هيربرت ووكر بوش، الذي توفى يوم الجمعة الماضية، أحد أبطال الحرب العالمية الثانية والذي جعله استئنافه لحياته العملية المرشح الأكثر خبرة لتولي البيت الأبيض في العصر الحديث.
كان المنتقدون يرون أن رئاسته حذرة أكثر من اللازم؛ بينما أثنى المؤيدون على تواضعه وحصافته باعتبار أن هذا ما تحتاجه الأمة في هذا الوقت من التغير الجيوسياسي الهائل.
وقد خسر بوش في محاولة إعادة انتخابه عام 1992، جزئياً بسبب قراره رفع الضرائب بينما كان الركود يلوح في الأفق. واعترف مستشاروه أن سياسته المحلية لم تكن أقوى مناطقه، بالرغم من خبرته لثماني سنوات كنائب للرئيس رونالد ريجان.
أما نجاحاته العظيمة فكانت تتجلى في تنظيمه الماهر وتعامله مع حرب الخليج، وقيادته لما كان يطلق عليه في ذلك الوقت «العالم الحر» وخطر المواجهة النهائية مع الإمبراطورية السوفييتية.
وخلال الحرب العالمية الثانية، كان بوش الأب أصغر قائد لطائرة قاذفة للقنابل في البحرية الأميركية. وبعد تخرجه من جامعة «يل»، انتقل بوش بعائلته الصغيرة إلى تكساس وعمل في شركة بترول. وقام بأولى خطواته في السياسة من خلال الفوز بمنصب رئيس الحزب «الجمهوري» في مقاطعة هاريس.
ومن أهم الخطوات الرئيسة لبوش الأب على المسرح الوطني اختيار الرئيس ريتشارد نيكسون له كسفير في الولايات المتحدة. بيد أن النقاد قالوا إنه لم يكن لديه خبرة كافية في السياسة الخارجية.
وفي عام 1973، نقل نيكسون بوش لرئاسة «اللجنة الوطنية الجمهورية» نظراً لسمعة الأخير الجديرة بالاحترام، وهو ما كان يحتاجه نيكسون بينما كانت فضيحة ووترجيت تحوم حوله. وعين الرئيس جيرالد فورد «بوش» في منصب الدبلوماسي الأميركي الرئيس في الصين – ما أتاح له العديد من الاتصالات المفيدة في العمل الدبلوماسي بعد ذلك –ثم رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية.
وفي 1988 فاز بوش بالرئاسة، فهو الأكثر خبرة من بين رؤساء أميركا، على الأقل في العصر الحديث. فقد كان مسؤولاً حزبياً، ونائباً منتخباً، ونائب رئيس.
وكانت معرفته بالسياسة عميقة – وبالتأكيد أكثر تفصيلاً من معرفة سلفه. ومن بين إنجازاته في السياسة الداخلية تمرير تعديلات للتوسع في قانون الهواء النقي لمكافحة المطر الحمضي ونفاد طبقة الأوزون، وغيرها من التهديدات الأخرى في الغلاف الجوي.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»