انطلاقاً من إغاثة الملهوف ونصرة المحتاج، أسست دولة الإمارات العربية المتحدة لثقافة وممارسات تقوم على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، عبر مبادرات وحزم وبرامج تقوم على ضرورة الوقوف، قيادة وحكومة وشعباً، مع الدول والشعوب المنكوبة، بصرف النظر عن وجودهم الجغرافي، أو اختلافهم العرقي أو الديني أو اللغوي، مراعية في المقام الأول تأصيل قيم التعاضد والتعاون والتكاتف مع تلك الشعوب، عبر مساعدات عينية أو مالية، وإقامة مشاريع تنموية في تلك الدول، تطول القطاعات كافة.
وفي موقف إنساني لافت للنظر، أعلنت دولة الإمارات عن المساهمة بمبلغ 5 ملايين دولار، لصندوق الأمم المتحدة المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ لعام 2019، حيث قالت لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة: «كدليل على فاعلية الصندوق ومدى التزام الإمارات بمبادئ الإنسانية والاستقلالية والحيادية التي يجسدها، فإننا فخورون بالإعلان عن رفع مساهمتنا في عام 2019 إلى 5 ملايين دولار أميركي من 1.75 مليون دولار أميركي المُعلن عنها من قبل، وهي تتجاوز ثلاثة أضعاف مساهمتنا البالغة 1.5 مليون دولار أميركي في عام 2018».
وفي موقف إنساني شبيه، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وصلت إلى جمهورية مصر العربية دفعة تضم 123 جريحاً ومرافقاً يمنياً للعلاج في مستشفياتها، على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في تأكيد واضح على اهتمام دولة الإمارات في تأمين العلاج اللازم للأشقاء اليمنيين، في ظروف ميسرة ومريحة؛ حيث تأتي هذه المبادرة في إطار العناية التي توليها القيادة الرشيدة للشعب اليمني وقضاياه، لرفع المعاناة عنه، وتحسين ظروفه الحياتية، والوقوف إلى جانبه لمواجهة جرائم ميليشيات «الحوثي» التابعة لإيران بحقه.
إن إيمان دولة الإمارات بضرورة مساعدة الأشقاء والأصدقاء، أينما كانوا، جعلها لا تتوانى عن دعمهم ومساعدتهم ومدِّ يد العون إليهم، من خلال تقديم المساعدات الإغاثية لمستحقيها من الشعوب، بهدف تخفيف المعاناة عنهم، وذلك كجزء من التزاماتها الأساسية تجاه الإغاثة الإنسانية، التي أسس لها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نجدة الإنسان في كل مكان، لتسهم ومن خلال مساعداتها في سد الفجوات الكبيرة في تمويل مشاريع البنية التحتية وقطاعات النقل والصحة والتعليم والطاقة المتجددة، في دول نامية عدة.
إن تكفّل دولة الإمارات بعلاج الجرحى ونفقات مرافقيهم، وتسيير القوافل الطبية والإغاثية للدول التي تعاني أزمات وكوارث، وتقديم كافة أشكال الدعم التنموي الشامل والمستدام للإخوة والأصدقاء، إنما يأتي ضمن رؤية إنسانية تقوم على توفير الاحتياجات الضرورية لمستحقيها، والتنسيق والتعاون مع المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية الموجودة في الدول التي تعيش ظروفاً صعبة من الكوارث والأزمات، بهدف تحسين ظروفهم الإنسانية ودرء الآثار الناجمة عن الأزمات التي يعيشونها، حتى أصبحت دولة الإمارات، ركيزة أساسية في التصدي لتداعيات الكوارث والأزمات الإنسانية، في العديد من دول العالم، ما وضعها في مقدمة الدول الساعية إلى غرس بذور الخير، ورفع شأن الإنسان وحفظ حقه في الحياة والعيش الكريم.
لقد حققت دولة الإمارات نقلة نوعية وكبيرة في تحسين مجالات العون الإغاثي والانتقال به من مجرد مساعدات آنية في أوقات الأزمات والكوارث إلى مشاريع تنموية تسهم في ترقية المجتمعات الهشة، وهو ما أوصلها إلى أن تتبوأ المركز الأول عالمياً بصفتها أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني الشقيق لعام 2018 كمساعدات مباشرة، وفقاً لتقرير أصدرته خدمة التتبع المالي «FTS» لتوثيق المساعدات في حالات الطوارئ الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى حفاظها، وللعام الخامس على التوالي، على مكانتها كأكبر مانح مساعدات إنسانية في العالم نسبة إلى دخلها القومي لعام 2017، وفقاً لبيانات لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية