من الأمور الجيدة بالنسبة لشغل منصب رفيع هو أنك تحصل على الكثير من النصائح المجانية – وهو ما يقودني إلى الاختيار الذي يتعين على نائب الرئيس مايك بينس أن يقوم به عند تعيين كبير الموظفين الجديد في مكتبه. ويجب على نائب الرئيس النظر في اتباع نهج مختلف عما أصبح هو القاعدة في واشنطن. وعلى وجه التحديد، لا ينبغي عليه ترقية موظف، ولا تعيين موظف سياسي أو معالج إعلامي. ينبغي عليه تعيين شخص يتمتع بخبرة في المناصب العليا في الحكومة. وبالفعل فإن مكتب نائب الرئيس في واشنطن معروف بأنه «حجرة الوضع الطبيعي»، استناداً في المقام الأول على الحكم الصائب لـ«بينس» وسلوكه الهادئ. كما أن مكتبه مكتظ بأشخاص طيبين قادرين على الانخراط بشكل جيد مع بعضهم بعضاً، وليسوا جزءاً من الدراما التي تنبع من 1600 شارع بنسلفانيا (مقر البيت الأبيض).
ولكن الآن، يحتاج البيت الأبيض إلى ثقل توازن. إنه بحاجة إلى خبراء متمرسين. فكروا في شخص مثل المحامي العام السابق «تيد أولسون». أو ربما السيناتور «جون كيل» (جمهوري –أريزونا)، الذي يشغل، حتى نهاية العام، مقعد مجلس الشيوخ الخاص بالسيناتور الراحل جون ماكين. والفكرة هي أننا بحاجة إلى أشخاص أكثر خبرة في الحكومة –لا سيما في البيت الأبيض – في حالة حدوث أزمة. شخص مثل «أولسون» سيكون مستعداً ومطمئناً إذا واجهنا أزمة دستورية. وشخص مثل «كيل»، بجانب كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة «مايك مولفاني»، سيكون لديه ثقة وصدقية بين قادة الكونجرس من كلا الحزبين. إن مكتب نائب الرئيس يحتاج إلى الاستعداد لحالات الطوارئ التي تتجاوز الاحتمالات العادية.
وهناك سابقة لتعيين رجل دولة بارز في منصب كبير موظفي نائب الرئيس. خلال الفترة من 1981 حتى 1985، شغل «دانيال ميرفي» منصب كبير الموظفين لنائب الرئيس جورج بوش الأب بعد أن خدم بالفعل كأميرال في البحرية من فئة أربعة نجوم، وكنائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية وكنائب وكيل الوزارة في البنتاجون. لقد كان جاداً والجميع يعرف ذلك.
وزير الدفاع جيم ماتيس يترك منصبه، والأسواق في حالة من الاضطراب، وهناك إغلاق جزئي للحكومة. وهناك حالة من عدم اليقين بشأن التجارة، والاحتكاك مع حلفائنا، علاوة على الارتباك بشأن السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»