مع انطلاق «عام التسامح» الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتعزيز قيم التسامح وترسيخ دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح، بدأ تطبيق قرارات مجلس الوزراء التي تتعلق بالإقامة، والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين، ورجال الأعمال. وتشمل هذه التسهيلات، الطلبة المتفوقين دراسياً على أرض الدولة، إضافة إلى الأرامل والمطلقات، وأبنائهن، والمتقاعدين، والمكفولين على ذويهم، والزائرين. وتضمنت القرارات أيضاً منح إقامة تصل إلى عشرة أعوام للمستثمرين وذويهم، إضافة إلى منح تأشيرات إقامة تصل لعشرة أعوام للكفاءات التخصصية في المجالات الطبية، والعلمية، والبحثية، والتقنية، وكل العلماء والمبدعين من أهل الثقافة والفنون. ولا شك في أن هذه القرارات والحرص على تطبيقها مع بداية «عام التسامح» له أهمية كبيرة وينطوي على دلالات مهمة، فهو أولاً، رسالة عملية على أن التسامح في دولة الإمارات ليس مجرد شعار يرفع، وإنما هو واقع حقيقي تجسده توجهات وقرارات وسياسات الدولة ومختلف أجهزتها، فالتسامح هنا سلوك يمارس وليس كلمة تقال. وثانياً، أن الدولة حريصة كل الحرص على توفير كل أسباب الراحة للمقيمين والوافدين وخاصة الجهات التي تتطلب طبيعة عملها مثل هذه القرارات مثل المستثمرين، التي تشمل مزاياهم الإقامة الطويلة لهم ولشركائهم، والزوج والزوجة والأبناء، وكذلك مدير تنفيذي واحد، ومستشار واحد، ورجال الأعمال، الذين سيمنحون تأشيرة لمدة 5 سنوات، مع قابلية التأهل للحصول على إقامة دائمة للمستثمرين في حال استيفاء شروط فئة المستثمر. وتشمل مزايا تأشيرة رواد الأعمال، كلاً من رائد الأعمال، والشركاء، وثلاثة مديرين تنفيذيين، والزوج والزوجة والأبناء، والمتخصصين من أصحاب المواهب التخصصية والباحثين في مجالات العلوم والمعرفة، من أطباء، ومتخصصين، وعلماء، ومخترعين، ومبدعين في مجال الثقافة والفن، والذين تتاح الفرصة لهم للحصول على تأشيرة لمدة عشرة أعوام، وطلبة المدارس والجامعات المتفوقين في دراستهم والذين سيمنحون تأشيرة لمدة 5 سنوات، وفئة الأرامل والمطلقات اللواتي تمنحهم القرارات تمديد الإقامة لهن ولأبنائهن لمدة عام، من دون كفيل، وكذلك الزائرون سيحظون بتسهيلات في ما يخص الحصول على إذن دخول جديد بعد انتهاء إذن الزيارة أو السياحة من دون الحاجة إلى مغادرة الدولة.
لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة بمثل هذه القرارات أنها دولة قانون ولديها حرص شديد على أن يحظى كل من يقيم على أرض هذا الوطن أو يزوره بكل التسهيلات الممكنة التي تجعل من إقامته في الدولة مصدر راحة واطمئنان، ولذلك لا عجب أن تكون الإمارات في طليعة الوجهات المفضلة للخبراء والباحثين على مستوى العالم، كما أنها تحافظ منذ سنوات على مركزها الأول كوجهة مفضلة للشباب العرب. فهذا نابع من الامتيازات التي توفرها الدولة في مختلف المجالات. ولا شك في أن الاهتمام بالعمل والإقامة أو زيارة الدولة سيزداد أيضاً مع تطبيق الإجراءات والقوانين الجديدة التي تأخذ بعين الاعتبار الكثير من الجوانب التي تهم من يريد أن يستثمر أو يعمل أو يدرس أو يبدع ويتفوق في الإمارات.
وكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فإن «دولة الإمارات ستبقى حاضنة عالمية للمواهب الاستثنائية، ووجهة دائمة للمستثمرين الدوليين»، وإن «الإمارات قامت على الانفتاح، ويحكمها التسامح، ويسهم في نهضتها جميع المقيمين على أرضها»، وهو بذلك يؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بجعل البيئة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حياة منفتحةً وميسّرة لبيئة المال والأعمال، انطلاقاً من العديد من القيم، أهمّها: التسامح ومرونة التشريعات وتقوية القطاعات المعززة للنمو والتنمية، لتصبح دولة الإمارات، كما قال سموه: «أرض الفرص، وهي أفضل بيئة لتحقيق أحلام البشر، وإطلاق إمكاناتهم ومواهبهم الاستثنائية».
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية