يحظى الملتقى الدولي الثالث للاستمطار الذي ينظمه برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي تستمر فعالياته حتى يوم غد الخميس، باهتمام دولي متزايد، حيث استقطبت النسخة الحالية كوكبة مميزة من الباحثين، والعلماء، وذوي العلاقة من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة التطورات العلمية والتقنية الهادفة إلى إيجاد حلول جديدة، لما يواجه العالم من تحديات كثيرة في قطاع المياه.
وتنطوي فعاليات الملتقى هذا العام التي شملت جلسات نقاشية عدة ضمت عدداً من الخبراء والمختصين، لمناقشة التحديات المائية العالمية ومشاركة الشباب في علوم المياه، إضافة إلى دور المرأة في علوم المياه، على أهمية كبيرة، حيث يبحث أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم كله، وتمثل بالنسبة إلى عدد كبير من الدول مصدر قلق حقيقياً لارتباطها بالتنمية التي تسعى الدول إلى تحقيقها على أسس تضمن استدامتها، وهنا يكون موضوع المياه أمراً حيوياً، بل وحاسماً. ولذلك فإن هذا الملتقى، وبالنظر إلى سياق انعقاده وحجم وطبيعة المشاركة فيه يعكس الأهمية القصوى التي تعطيها دولة الإمارات العربية المتحدة لقضية المياه، التي تُعَدُّ من الأولويات على الأجندات الوطنية والأجندات العالمية على حد سواء، وخاصة في ظل ما يعانيه عدد كبير من دول العالم من شحٍّ في مصادر المياه. فهو يمثل مبادرة مميزة تسعى دولة الإمارات عبرها إلى إحداث فرق حقيقي في مجال الأمن المائي بطرق مبتكرة وأكثر فاعلية، من خلال تشجيع التواصل بين العلماء والباحثين حول العالم، واستعراض آخر التقنيات المبتكرة في مجال الاستمطار. وقد ناقش الملتقى بالفعل قضايا مهمَّة جداً، من بينها إشراك الشباب والمرأة، حيث شهد تنظيم جلسة «الشباب في علوم المياه» التي اشتملت على مناقشات مثمرة حول أهمية وكيفية اندماج الشباب التعليمي والأكاديمي في مجالات العلوم وتشجيعهم على ذلك عبر إطلاق المبادرات البناءة وتقديم المنح الدراسية المتخصصة. كما عقدت جلسة اختصت بدور المرأة في مجال علوم المياه، وانخراطها في الجانب البحثي والتعليمي المتعلق بهذا المجال، مع التركيز على دور المرأة الإماراتية في قيادة المبادرات المتخصصة بالمياه. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الأجندة جلسات تناقش الحلول المبتكرة لتحديات الموارد المائية العالمية وآليات إشراك الشباب، ومساهمة المرأة في الحفاظ على المياه، والتعريف بعلوم الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالتنبؤات الجوية وإدارة هطول الأمطار. وضمن فعاليات الملتقى فاز ثلاثة علماء من الإمارات وألمانيا واليابان بمنحة الدورة الأولى لبرنامج بحوث علوم الأمطار لابتكارهم تطبيقات لزيادة الاستمطار في الإمارات.
ومن المتوقع بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي يلقاه الملتقى، وكذلك مشاركة نخبة من أبرز الباحثين والمختصين في مجال الابتكار في قطاع المياه، من داخل الدولة وخارجها، أن يسهم هذا الملتقى في تعزيز قدرة دول العالم على مواجهة تحديات الأمن المائي في المناطق التي تعاني منها كافة. ولا شك أن الإمارات يمكن أن تلعب دوراً مهماً في هذا المجال، فهي: أولاً، ملتزمة بالقضايا المتعلقة بالاستدامة، ولديها تجرية نموذجية يمكن الاستفادة منها إقليمياً وعالمياً.. وثانياً، تقدم دعماً مشهوداً للكثير من دول العالم، خاصة تلك التي تعاني مشاكل تنموية مترتبة على شح المياه.. ثالثاً، التزام الإمارات القوي بشأن البيئة يؤهلها لأن تقوم بمثل هذا الدور، فقد أثبت أنها شريك دولي قوي في هذا السياق، وقد تبنت سياسات واستراتيجيات تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة من خلال الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة، وفي المركز منها الحفاظ على الموارد المائية وتنميتها.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية