كيف يمكن أن نفهم النسوية بمعزل عن الأعراف الاجتماعية والمجتمع العربي المسلم؟ النسوية الغربية التي سعت إلى ترسيخ مبدأ التحرر من الذكورة، والتي كانت ولازالت أول مصدر من مصادر تسليع المرأة، أدت إلى ظهور مطالبات نسائية للخروج من عبث صورة المرأة الدمية، وظهرت مطالبات نسائية للخروج من هذه الصورة المرأة الدمية، ومن الفكر الذي يعتبر المرأة مصدراً من مصادر المتعة للرجل. هل التعدد صنع حالة من الضياع في بدايات الفكر النسوي التحرري، والذي ترافق مع أفكار التحرر القادمة من الماركسيين، ومن الحركات اليسارية التي ظهرت في منتصف القرن الماضي؟.
وهناك من ينظر إلى المرأة كياناً مستقلاً في كل نواحيه، ومن حقها البحث عن ذاتها وتشكيل صورة مجتمعية تحترمها وتقدر وجودها، لكن المشكلة في التطرف الذي يصيب هذه الطرح.
ولعلنا كمجتمع عربي نحتاج إلى فكر نسوي، لكن بمستوى مختلف تماماً عن الفكر الغربي، فالمجتمع العربي لديه مخزون ثقافي ودين يحترم فيه المرأة ويقدرها ويعاملها كمصدر أساسي في نجاح المجتمع بكل مكوناته.
لكن تبني الفكر النسوي أخذ منحنى مختلفاً وبعيداً كل البعد عن الحاجة الحقيقية بحقوق المرأة ودورها الاجتماعي، وأزعم أن من مصادر فخر المرأة انتماءها لمجتمع مسلم، فالمرأة في الإسلام لها مكانة وحقوق الرجل.
والمجتمع يحترم المرأة ويقدرها، فليس من المنصف أن ندعي أن المرأة المسلمة تعاني طغياناً ذكورياً في المجتمع، وهناك فرق كبير بين ممارسات الرجال وحقائق الدين الإسلامي.
فالمرأة اليوم تحتاج إلى احترام كيانها مثلما يفعل الرجل، فكلاهما يدعم الآخر، كل بجهوده وقدراته، وليس من الحقيقي أن النسوية تنصف المرأة، بل إنها تمعن حسب قناعات النسويات العربيات في الادعاء بالاضطهاد، في حين أنها أكثر من يحتقر نفساً بممارساتها وأقوالها غير القائمة على أسس.
هناك خلط وجهل كبيران في فهم مصطلح النسوية وممارسته، كما أن كيل الاتهامات للمجتمع لا يعفي أياً كان من مسؤوليته الاجتماعية ودوره الذي من المفترض أن يقوم به.
وهناك على وسائل التواصل الاجتماعي من يدعين الكثير، وعليهن إثبات ما يرونه حقاً مسلوباً لهن، أو حتى إعطاء الأمثلة الفعلية لدورهن الحقيقي في مجتمع يحتاج إلى أبناء أسوياء، وأسر مستقرة، أكثر من حاجته لاهتمامات مظهرية غير مفيدة.