لدينا في دولة الإمارات مجموعة لا بأس بها من الناشطين المؤثرين الذين يمتلكون شعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، يستفيدون من حرية التعبير ويحظون بنجومية وشهرة لدى جمهور عريض يتابع كل صغيرة وكبيرة ينشرونها، لكن هناك من يترصد بكتاباتهم لأغراض سيئة. ومن المتابعين لهم مَن يترقبون كل كلمة ويقومون بتأويلها. والأدهى من ذلك أن يعتبر الإعلام المعادي لدولة الإمارات تغريدات البعض بمثابة تصريحات رسمية! وهنا الخلل الذي ينبغي التنبيه إليه والتحذير من تداعياته على هيئة ردود أفعال خارجية في وسائل الإعلام. إذ يتم البناء على تغريدات البعض وتحميلها أكثر مما تحتمل، كما يتناولها الآخرون بعد إضفائهم الصفة الرسمية عليها، بينما مضمونها مجرد تعبير شخصي يندرج ضمن تصرفات المغردين.
الإشكالية هنا تكمن في كيفية تعاطي وسائل الإعلام الصفراء التي تلجأ لمهاجمة الإمارات وتستشهد بخواطر أفراد لا يمتلكون أي صفة رسمية. ويعتبر سقف الحرية في فضاء وسائل التواصل الاجتماعي أحد أبرز العوامل التي تقود بعض المغردين للوقوع في مثل هذه الأخطاء، ومعظمها يحدث بحسن نية. لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي للتخاطب مع الجمهور في الفضاء المفتوح، وفي ظل جاهزية الآخرين لتأويل كل ما يتم نشره، حتى وإن كان على المسؤولية الشخصية لصاحب الرأي.
الأمر الآخر الذي يدفع إلى استثمار الإعلام المغرض لتغريدات بعض المشاهير ومن ثم محاولة تسويقها كموقف رسمي، يتعلق بعجز الحاقدين على دولة الإمارات عن العثور على أسباب ومبررات للتطاول على الدولة، لذلك يلجؤون إلى توظيف تغريدات وخواطر أفراد يكتبون ما يطرأ على أذهانهم من دون وضع المتلقي في الاعتبار، وخاصة من جانب الذين لا هم لهم سوى البحث عن مداخل للتطاول على الإمارات واختلاق الأكاذيب وتلفيقها.
قد يتفاجأ أصحاب التغريدات الحماسية عندما يجدون أن ما يكتبونه يتحول أحياناً إلى مادة خصبة للإساءة إلى بلدهم. وهنا تتعين الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها. وعندما يتسبب بعضهم في منح الإعلام الرخيص مداخل للإساءة للإمارات، فإنه يصبح مطالباً باستحضار الحكمة والتريث قبل أن ينشر أقواله على ملأ جمهور التواصل الاجتماعي الذي لا يستسيغ كثيراً عدم الواقعية.
والملاحظ أن المواجهة بين بعض الناشطين الإماراتيين على وسائل التواصل الاجتماعي وبين الأدوات الإعلامية التابعة لقطر، تتكرر في جولات متقاربة زمنياً، مما يضعنا أمام دلالتين، الأولى تشير إلى أن بعض المغردين يكررون أخطاءهم، والثانية تكشف مدى حاجة الإعلام القطري وتوابعه لأوهى الخيوط وأضيق المداخل والمبررات للتهجم على الإمارات!
وربما يعتقد بعض رواد التواصل الاجتماعي أن الشهرة في هذا الوسط الذي يتموج مثل الرمال المتحركة، تكفي لتمنحه كتابة ونشر أي عبارة أو فكرة. لكنه ينسى أن الحرية على اتساعها ورغم سقفها العالي، فإنها لا تمنحه حق الحديث باسم الدولة أو إطلاق تصريحات يظهر من سياقها أنها تعكس توجهات رسمية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، داخلياً وخارجياً. فكل بلد لديه قنواته الرسمية التي تعبر عن سياساته.
وبعد أن تكررت مواقف عديدة من هذا النوع في منصات التواصل الاجتماعي، ينتظر من أولئك المؤثرين الانتباه لكلماتهم، ولا شك أن للشهرة وحجم التأثير ضريبة لابد من الالتزام بها. فعندما تكون أقوالك تحت مجهر الآخرين الذين يراقبون كل ما تكتبه ويقومون بتحليله وإسقاطه على بلدك، حينها تكون مطالباً أكثر من غيرك بتأمل تأثير ووقع ما تنشره على الجمهور.
أما بالنسبة لمن ينطلقون من دوافع وطنية حماسية في تغريداتهم، فنذكرهم بنهج قيادة الإمارات التي تحرص على أن تدع الأفعال لا الأقوال هي التي تتحدث عن المنجزات وتعكس الطموحات.

 

د. سالم حميد*

 

الحاقدون على الإمارات يلجؤون لتوظيف تغريدات أفراد غير رسميين، يكتبون خواطرهم من دون وضع المتربصين في الاعتبار
------------------
لدينا في دولة الإمارات مجموعة لا بأس بها من الناشطين المؤثرين الذين يمتلكون شعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، يستفيدون من حرية التعبير ويحظون بنجومية وشهرة لدى جمهور عريض يتابع كل صغيرة وكبيرة ينشرونها، لكن هناك من يترصد بكتاباتهم لأغراض سيئة. ومن المتابعين لهم مَن يترقبون كل كلمة ويقومون بتأويلها. والأدهى من ذلك أن يعتبر الإعلام المعادي لدولة الإمارات تغريدات البعض بمثابة تصريحات رسمية! وهنا الخلل الذي ينبغي التنبيه إليه والتحذير من تداعياته على هيئة ردود أفعال خارجية في وسائل الإعلام. إذ يتم البناء على تغريدات البعض وتحميلها أكثر مما تحتمل، كما يتناولها الآخرون بعد إضفائهم الصفة الرسمية عليها، بينما مضمونها مجرد تعبير شخصي يندرج ضمن تصرفات المغردين.
الإشكالية هنا تكمن في كيفية تعاطي وسائل الإعلام الصفراء التي تلجأ لمهاجمة الإمارات وتستشهد بخواطر أفراد لا يمتلكون أي صفة رسمية. ويعتبر سقف الحرية في فضاء وسائل التواصل الاجتماعي أحد أبرز العوامل التي تقود بعض المغردين للوقوع في مثل هذه الأخطاء، ومعظمها يحدث بحسن نية. لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي للتخاطب مع الجمهور في الفضاء المفتوح، وفي ظل جاهزية الآخرين لتأويل كل ما يتم نشره، حتى وإن كان على المسؤولية الشخصية لصاحب الرأي.
الأمر الآخر الذي يدفع إلى استثمار الإعلام المغرض لتغريدات بعض المشاهير ومن ثم محاولة تسويقها كموقف رسمي، يتعلق بعجز الحاقدين على دولة الإمارات عن العثور على أسباب ومبررات للتطاول على الدولة، لذلك يلجؤون إلى توظيف تغريدات وخواطر أفراد يكتبون ما يطرأ على أذهانهم من دون وضع المتلقي في الاعتبار، وخاصة من جانب الذين لا هم لهم سوى البحث عن مداخل للتطاول على الإمارات واختلاق الأكاذيب وتلفيقها.
قد يتفاجأ أصحاب التغريدات الحماسية عندما يجدون أن ما يكتبونه يتحول أحياناً إلى مادة خصبة للإساءة إلى بلدهم. وهنا تتعين الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها. وعندما يتسبب بعضهم في منح الإعلام الرخيص مداخل للإساءة للإمارات، فإنه يصبح مطالباً باستحضار الحكمة والتريث قبل أن ينشر أقواله على ملأ جمهور التواصل الاجتماعي الذي لا يستسيغ كثيراً عدم الواقعية.
والملاحظ أن المواجهة بين بعض الناشطين الإماراتيين على وسائل التواصل الاجتماعي وبين الأدوات الإعلامية التابعة لقطر، تتكرر في جولات متقاربة زمنياً، مما يضعنا أمام دلالتين، الأولى تشير إلى أن بعض المغردين يكررون أخطاءهم، والثانية تكشف مدى حاجة الإعلام القطري وتوابعه لأوهى الخيوط وأضيق المداخل والمبررات للتهجم على الإمارات!
وربما يعتقد بعض رواد التواصل الاجتماعي أن الشهرة في هذا الوسط الذي يتموج مثل الرمال المتحركة، تكفي لتمنحه كتابة ونشر أي عبارة أو فكرة. لكنه ينسى أن الحرية على اتساعها ورغم سقفها العالي، فإنها لا تمنحه حق الحديث باسم الدولة أو إطلاق تصريحات يظهر من سياقها أنها تعكس توجهات رسمية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، داخلياً وخارجياً. فكل بلد لديه قنواته الرسمية التي تعبر عن سياساته.
وبعد أن تكررت مواقف عديدة من هذا النوع في منصات التواصل الاجتماعي، ينتظر من أولئك المؤثرين الانتباه لكلماتهم، ولا شك أن للشهرة وحجم التأثير ضريبة لابد من الالتزام بها. فعندما تكون أقوالك تحت مجهر الآخرين الذين يراقبون كل ما تكتبه ويقومون بتحليله وإسقاطه على بلدك، حينها تكون مطالباً أكثر من غيرك بتأمل تأثير ووقع ما تنشره على الجمهور.
أما بالنسبة لمن ينطلقون من دوافع وطنية حماسية في تغريداتهم، فنذكرهم بنهج قيادة الإمارات التي تحرص على أن تدع الأفعال لا الأقوال هي التي تتحدث عن المنجزات وتعكس الطموحات.