«القائد هو من يعرف الطريقَ، ويسير في الطريق ويُنير الطريقَ للآخرين».. تلك المقولة الشهيرة التي أطلقها خبير القيادة والأديب العالمي «جون ماكسويل» وكأنه يصف ما يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال النصف قرن الماضي، إذ فطن سموه مبكراً لما يريد أن يحققه لإمارة دبي ثم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسار على الدرب ولم يكتف بذلك فقط، بل أتاح الفرصة لمواطني دبي والدولة لصقل مهاراتهم القيادية والاستعداد لتولي زمام القيادة في كافة المواقع. ولقد تميز سموه بالقدرة الفائقة على ترجمة أفكاره إلى حقيقة ملموسة، وهو بذلك تنطبق على سموه أيضاً المقولة الشهيرة للمفكر العالمي «وارين بينيس»: «القيادة هي القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع».
ومؤخراً، وبمناسبة مرور 50 عاماً على تولي أول منصب في خدمة الوطن لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعلن سموه مبادئ الحكم الثمانية في دبي وهي: الاتحاد هو الأساس، لا أحد فوق القانون، دبي عاصمة للاقتصاد، النمو له محركات ثلاثة، مجتمع دبي له شخصية متفردة، تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على مصدر واحد للحياة، دبي أرض المواهب، والتفكير في الأجيال القادمة.
ومن يتفحص تلك المبادئ الثمانية يلاحظ أنه طيلة نصف قرن من العمل الشاق لم يكتف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتحقيق الإنجازات الحضارية الضخمة لإمارة دبي ونقلها من مرتبة إلى أخرى تنافس فيها أكثر الدول تقدماً وتطوراً في العالم، بل ركز سموه أيضاً جل اهتمامه على بلورة وتوثيق الأسس التي بنى عليها عمله وحُكمه ليضع بين أيدينا كنزاً من كنوز القيادة التي تميز بها سموه وهو مبادئ الحكم الثمانية. ومما لا ريب فيه أن القناعة التي تولدت في نفس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ الثاني من ديسمبر عام 1971 بأهمية الاتحاد لحاضر ومستقبل دبي، هي الدافع الأكبر لإعلانه أن اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة هو الأساس لإمارة دبي، والتي هي جزء منه وتضع قوانين الاتحاد فوق قوانينها. وتماشياً مع مبدأ «العدل أساس الملك»، يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن العدل هو الدولة والقوة والعزة والضامن للاستقرار والازدهار، وتحت مظلة القانون لا يوجد أحد مستثنى من تطبيق العدالة. وبما أن الاقتصاد هو أساس البناء والتطور، فإن دبي لابد أن تستمر في مسيرتها المتميزة والمتفردة في ترسيخ مكانتها عاصمة للاقتصاد، ويقوم ذلك الاقتصاد على نمو ذي محركات ثلاث، وهي: حكومة ذات مصداقية وقطاع خاص مفتوح للجميع وقطاع شبه حكومي قادر على المنافسة العالمية، إضافة إلى حقيقة أن ذلك الاقتصاد قائم منذ قرن ونيف على التنويع وعدم الاعتماد على مصدر واحد للحياة، ويتيح الفرصة لجميع الموهوبين لممارسة حياتهم في بيئة دبي التي هي قبلة دائمة للموهوبين. ولم يغفل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تفرد مجتمع دبي بكثرة عمله وقلة جدله والمثابرة والانضباط ونشر الخير وبأنه مجتمع يفكر باستمرار في الأجيال القادمة، التي ستأتي وتشهد على قدرة من سبقوهم على خلق الأصول الاستثمارية المناسبة لكل زمان ومكان.
تلك هي رؤية القائد، الذي تدفعه التحديات دوماً لمزيد من العمل والجهد لحصد الإنجازات التي لا تقف فقط عند حدود الكرة الأرضية، بل يقود شعبه لوضع بصماته التاريخية على أرض القمر والمريخ، وهو القائد الذي وضع مبادئ الحكم الثمانية، وهي المنهج المثالي للقيادة للحاكم والمسؤول والمواطن لضمان استمرارية التميز والتفوق وهما عنوان دبي وفخر الإمارات العربية المتحدة.