تولي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبرى للثقافة والحركة الأدبية ليس على المستوى المحلي فقط، بل على مستوى الوطن العربي الكبير أيضاً، وذلك من منطلق الإيمان بأهميتها في مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة، ودورها في تحقيق الرؤى الطموحة للقيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تواصل العمل ليل نهار من أجل الارتقاء بالدولة لتكون ليس في مصاف الدول المتقدمة فقط، ولكن أيضاً في طليعة هذه الدول وأفضلها في المجالات كافة، وهنا يكون دور الثقافة والأدب رافداً، بل ورئيسياً بالفعل. وهذا ما تحدث عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال استقباله المشاركين في المؤتمر العام الـ 27 للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي استضافته الدولة خلال الفترة من 19 إلى 22 من يناير الجاري، بمشاركة 17 اتحاداً وجمعية ورابطة ومجلس كتاب عربي، حيث أكد سموه أهمية دور الكتاب والأدباء والنخب في الارتقاء بالذائقة الجمالية والوعي والمعرفة وترسيخ المفاهيم والقيم والهوية الوطنية، بالإضافة إلى دورهم الأساسي في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش والاحترام المتبادل بين الشعوب من أجل تحقيق السلم والاستقرار في ربوع المنطقة والعالم كافة. كما شدد سموه على في إبراز وتعزيز مكانة الأمة ثقافياً وأدبياً وفكرياً بين الأمم وبناء جسور التواصل الإنساني مع الحفاظ على هويتنا وتراثنا وقيمنا العربية الأصلية.
إن لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الكتاب والأدباء، ورعايتهم، له دلالات مهمة من بينها، أولاً، أنه يظهر مدى الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة للنخب الثقافية وتقديرها لما يقدمونه من إسهامات تثري الحركة الثقافية في مجتمعاتهم، وهو نهج رسخه، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كانت ثقافة تقدير الأدباء والمفكرين والنخب بشكل عام متجذرة في فطرته، وكان له دور رئيسي في تكريس هذه الثقافة في الأجيال السابقة والحالية، وهو بذلك يمثل النموذج الذي يقتدي به الإماراتيون كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء. وثانياً، تبرز الشعور القومي لدى القيادة الرشيدة وحرصها على النهوض بالحركة الثقافية والأدبية على مستوى العالم العربي، فحديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن دور الأدباء والكتاب في إبراز مكانة الأمة ثقافياً وأدبياً وفكرياً بين الأمم، يدل على حرص سموه على أن تستعيد هذه الأمة العربية دورها الحضاري والريادي، خاصة أنها كانت رائدة في هذا المجال على مدار عقود وقد آن الأوان لأن تنبعث نهضتها من جديد، وما من شك هنا أن على الأدباء دور رئيسي في تحريك المشاعر واستثارة روح التغيير الإيجابي نحو الأفضل، وخاصة لدى الشباب الذين يقع على عاتقهم دور رئيسي في تحقيق ذلك لما يملكونه من طاقات كبيرة. وثالثاً، يظهر هذا اللقاء أن القيادة الرشيدة تعول كثيراً على الأدباء والنخب والكُتاب العرب في تحقيق ما تسعى إليه دولة الإمارات وما تبذله من جهود مشهودة من أجل بناء جسور التواصل الإنساني بين الناس وتعزيز قيم التسامح على مستوى عالمي، وخاصة أن الدولة تستعد قريباً لاستقبال البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أول زيارة له إلى منطقة الخليج العربي، كما أنها المرة الأولى التي تتزامن فيها زيارة بابوية لأي دولة في العالم مع زيارة أخرى لرمز ديني كبير بمكانة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولا شك في أن للكتاب والأدباء دور مهم في دعم جهود الدولة ومواصلة دورها الرائد في هذا المجال، حتى تكون عاصمة للتسامح كما أراد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عندما أعلن 2019 عاماً للتسامح.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية