تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، رؤية استراتيجية بعيدة المدى، أسهمت في تحقيق تطلعاتها المستقبلية في أن تصبح الأكثر تميزاً ومكانة على الصعد الإقليمية والدولية، في العديد من المؤشرات، حيث تمكنت من استشراف المستقبل وفق منظومة من التميز الحكومي والمؤسسي، وحزمة من التشريعات والقوانين والأنظمة، التي مكنتها من مواجهة التحديات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، بغية الحفاظ على صدارتها ومكانتها اللافتة للنظر، ولاسيما المؤشرات التي تُعنى بسعادة ورضا المواطنين والمقيمين فيها، ومنسوب شعورهم بالأمان والطمأنينة على أنفسهم وأهليهم.
وخلال الاحتفال الرسمي الذي جرى مؤخراً لإطلاق «دائرة تنمية المجتمع» في أبوظبي حول نتائج المسح الاجتماعي الذي قامت به مطلع العام الماضي، أعلنت الدائرة أن 90% من المشاركين يشعرون بالأمان ليلاً، وأن 70% منهم أكدوا رضاهم الوظيفي، كما بلغ مؤشر السعادة نحو 7.72، والرضا العام عن الحياة 7.11، الأمر الذي يشير إلى تميز أبوظبي بحياة تغمرها الطمأنينة والأمان، محققةً بذلك أفضل نتائج المؤشرات حول العالم، حيث قاس الاستطلاع 14 مؤشراً، تتعلق بالإسكان والدخل والوظائف والصحة والتعليم والروابط الاجتماعية والمشاركة المجتمعية والبيئة والقيم الثقافية والخدمة المجتمعية وتقنية المعلومات والرفاهية الذاتية، والعمل والحياة الشخصية، والأمن والسلامة الشخصية والمجتمعية.
إن شعور 90% من سكان إمارة أبوظبي بالأمان ليلاً، يشير إلى نوعية ومقدار الجهود التي تبذلها الجهات والمؤسسات المختصة، في ترسيخ قيم السلام والأمن في الإمارة، وإضفاء طابع من الاستقرار والطمأنينة، في مدينة تزخر بالمواطنين والمقيمين، أصحاب المهارات والمواهب، الذين يشكلون رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني، وركناً مهماً من أركان التنمية المستدامة، وهو ما يتحقق من خلال رسم وتنفيذ ودعم مجموعة من المبادرات والاستراتيجيات التي توفر الحياة الكريمة والآمنة للأفراد والمجتمعات، مهما اختلفوا في ثقافاتهم وجنسياتهم وفئاتهم العمرية.
لقد انطلقت أبوظبي نحو تحقيق أقصى درجات الأمان والسعادة لمواطنيها والمقيمين فيها، من أرضية متينة، أساسها دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية نحو آفاق واسعة، تقوم على الاستثمار في العنصر البشري، وتعزيز تماسك الأسر، بما يسهم في خلق مجتمع حاضن وداعم لكل مظاهر التنوع، وهو ما يأتي ضمن الجهود المستمرة والعمل الدؤوب اللازمين للحفاظ على مستوى ما تقدمه الإمارة من خدمات متقدمة تستهدف تعزيز استدامة ريادة دولة الإمارات في مؤشرات التنافسية الدولية في مجالات الأمن والأمان، والتي تؤكدها رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في جعل أبوظبي المنارة الثقافية التي تشع بالتعددية والإنسانية.
إن تصدّر أبوظبي في سبتمبر الماضي قائمة المدن الأكثر أماناً على مستوى العالم، للعام الثاني على التوالي، بحسب الموقع الإلكتروني «نومبيو»، وتفوقها على 300 مدينة حول العالم، من بينها طوكيو وبازل وميونيخ وفيينا، يشير إلى أن الأمان يعدّ أحد أهم المعايير التي تؤخذ في الاعتبار لدى القيادة الرشيدة وصنّاع القرار في الإمارة، سعياً إلى جذب الأفراد ورجال الأعمال والمستثمرين للقدوم إليها والعمل والسكن فيها، لتمتلك على إثر ذلك سمعة عالية وعالمية المستوى، بأنها المدينة الأكثر أمناً، نظراً لريادتها في اعتماد معايير أمان دولية راقية، تضاهي من خلالها أعرق المدن العالمية.
لقد عملت كافة الدوائر والجهات والمؤسسات المختصة على تحقيق معايير الأمن وممارساته الفضلى في أبوظبي، انطلاقاً من العديد من القواعد، حيث يُنظر للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، القائمة على إسعاد الناس وتحقيق الرفاه والأمن لهم، باعتبارهما مسؤولية مشتركة بين المؤسسات الحكومية والخاصة وكافة عناصر المجتمع، وذلك في استقراء للمشهد التنموي القائم على تعزيز مؤشرات في معدلات الأمان والرضا العام عن الحياة والسعادة، التي تشمل الأوجه المختلفة لجودة الحياة، وتغطي كافة الحقوق والاحتياجات الاجتماعية، وتعزز تماسك الأفراد والأسر، التي تشكل النواة الصلبة لمجتمع متسامح وحاضن لشتى صنوف التنوع.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية