تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية التعليم باعتباره أساس نهضة الشعوب وتطورها، ولهذا فإنها تضع ضمن أولوياتها العمل على نشر التعليم في الدول الشقيقة والصديقة والنامية بوجه عام، من خلال العديد من المبادرات والبرامج التي تستهدف تحسين العملية التعليمية في هذه الدول، سواء من خلال إنشاء المدارس والجامعات، أو من خلال تقديم المنح والمساعدات التي تساعد هذه الدول على توفير التعليم لجميع الأطفال. ولعل من الشواهد التي تبرز اهتمام الإمارات بنشر التعليم في الدول النامية، تلك الإحصائيات والبيانات التي تضمنها التقرير الصادر عن صندوق أبوظبي للتنمية مؤخراً، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم الذي يصادف 24 من يناير من كل عام، والتي كشفت عن تمويل الصندوق ل 129 مشروعاً تنموياً في القطاع التعليمي، وبقيمة إجمالية بلغت 2.5 مليار درهم، استفادت منها 14 دولة نامية. وفي السياق ذاته، أعلنت الإمارات في فبراير من العام الماضي 2018، التزامها تقديم مساهمة مالية بقيمة 367 مليون درهم «100 مليون دولار أميركي»، لبرنامج «الشراكة العالمية من أجل التعليم»، بهدف تحسين نتائج التعلُّم لنحو 870 مليون طفل وشاب في 89 بلداً نامياً، لتكون بذلك أول دولة على المستويين العربي والإقليمي، تقدم الدعم للشراكة العالمية من أجل التعليم، وهو إحدى المبادرات المنبثقة عن البنك الدولي، وتركز في أولوياتها على الفئات الأشد فقراً والأكثر حرماناً، بالإضافة إلى الذين يعيشون في البلدان الهشة والمتأثرة بالنزاعات والصراعات.
إن اهتمام الإمارات بنشر التعليم في الدول النامية يستجيب لأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، والتي تنظر إلى التعليم، باعتباره من القطاعات ذات الأولوية في تحقيق الأهداف الإنمائية للدول النامية، لأن التعليم يؤثر في باقي القطاعات التنموية الأخرى، وخاصة أنه يسهم بشكل رئيس في تطوير القدرات البشرية للأفراد، وتمكينهم من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم، ولأجل هذا، فإن مساعدات الإمارات الخارجية، الإنمائية والإنسانية، تركز على دعم التعليم في الدول الشقيقة والصديقة والنامية، فعلى سبيل المثال، نجد أن المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، وهو الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في مطلع عام 2011، بهدف مساعدة أبناء الشعب الباكستاني، يتضمن سلسلة من المشروعات التعليمية، كإنشاء المدارس والكليات العلمية والمعاهد الفنية والتقنية، فضلاً عن العديد من المبادرات الإماراتية التي تستهدف تطوير التعليم في العالم العربي، كمنصة «مدرسة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في شهر أكتوبر 2018، وهي التي تعد المنصة الإلكترونية التعليمية الأكبر من نوعها على مستوى العالم العربي، وتهدف إلى تطوير محتوى تعليمي متميز باللغة العربية، ترجمة عن أرقى المناهج والمساقات التعليمية في العالم، بحيث تتم إتاحته مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي في أي مكان في العالم، كما تقدم هذه المنصة حلولاً فاعلة لأحد من التحديات التي تؤثر في عملية التنمية في العالم العربي، والمتمثلة في تراجع مستوى التعليم وعدم مواكبته للثورة المعرفية التي يشهدها العالم من حولنا، والتي ترتكز في الأساس على علوم العصر الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة ومهارات القرن الحادي والعشرين.
إن هذه الجهود والمبادرات النوعية التي تستهدف نشر التعليم والارتقاء بنوعيته في الدول النامية، لا تنفصل عن دور الإمارات الرائد في تعظيم مردودات العمل الإنمائي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتخصيص جانب من المساعدات الخارجية التي تقدمها إلى الدول النامية، بهدف توفير التعليم لأكبر عدد ممكن من الأطفال في هذه الدول، تحقيقاً لرسالتها السامية التي تؤمن بحق كل طفل في التعليم، ولهذا كان من الطبيعي أن تترسخ صورة الإمارات لدى شعوب العالم، باعتبارها عنوان الخير ورمز العطاء، لأنها تعمل دائماً من أجل مساعدة شعوب العالم على تحقيق تطلعاتها في التنمية والازدهار.

 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية