تولي دولة الإمارات العربية المتحدة قضايا الصحة اهتماماً بالغاً، وذلك انطلاقاً من إدراكها أهمية توفير جميع الوسائل والإمكانات المتطورة في هذا القطاع الحيوي وضرورتها، من أجل إسعاد المواطنين والمقيمين وحمايتهم من الأمراض، وتوفير بيئة صحية مناسبة، حيث إن الإنسان هو هدف التنمية ومحورها الرئيسي، ومن ثم يجب أن يكون معافى سليماً في كل زمان ومكان، كي يتمكن من أداء مسؤولياته الوطنية والعملية، والإسهام بفاعلية وكفاءة عالية في مسيرة التنمية والتطوير في بلادنا.
من هذا المنطلق، استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة معرض ومؤتمر الصحة العربي 2019، خلال الفترة من 28 إلى 31 يناير الماضي، في مركز دبي العالمي للمؤتمرات والمعارض، الذي يعد ثاني أكبر المعارض الصحية والطبية على مستوى العالم، والذي شاركت فيه أكثر من 4150 شركة عارضة من 66 دولة حول العالم، متخصصة في قطاع الرعاية الصحية بكل جوانبها من معدات وأجهزة طبية وعلاجية لتجهيز المستشفيات وإدارتها وتشغيلها، بالاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي الذي اتجهت تلك الشركات إلى توظيفه في الصناعات الطبية على مستوى العالم.
ولا شك في أن هذه المشاركة الواسعة التي شهدها هذا المؤتمر تعكس مدى اهتمام دول العالم والشركات التابعة لها في القطاعين العام والخاص بأهمية المعرض لعرض وتسويق منتجاتها ومبتكراتها من أجهزة ومعدات طبية وصحية توظف لخدمة الإنسان ورعايته الصحية.
وقد جاءت مشاركة الجهات الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة في المعرض لتبرز الجهود التي تبذلها الدولة من أجل الارتقاء بالقطاع الصحي وتطوير الخدمات المقدمة فيه. وعلى سبيل المثال، فقد شاركت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية في هذا المعرض، بحزمة فريدة من الخدمات الصحية المبتكرة والمشاريع الوقائية والعلاجية المتوافقة مع أحدث التقنيات الطبية، تضمنت 32 مشروعاً مبتكراً، تمثل نقلة نوعية من أجل تطوير مستويات الرعاية الصحية، باستخدام نظم المعلومات الصحية، وتطبيق معايير عالمية في إدارة البنية التحتية في المنشآت الصحية، إضافة إلى تطوير التقنيات المتعلقة بنظام إدارة صحة المجتمع، وذلك من خلال الجمع بين الذكاء الاصطناعي والابتكار في مجال الرعاية الصحية، لتحقيق استراتيجية الوزارة في تقديم خدمات صحية شاملة ومبتكرة بعدالة وبمعايير عالمية، وتحقيق نظام صحي بمعايير عالمية وفق أهداف الأجندة الوطنية.
لقد تجلى اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة المكثف بالقطاع الصحي، باستضافة المؤتمرات والفعاليات الصحية الكبرى على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك للاطلاع على أبرز التطورات في هذا المجال الذي يشهد مستجدات متتالية بفعل ما أحدثته الثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم، وبفعل التطور التقني والعلمي المستمر في المجالات الطبية والخدماتية، إضافة إلى التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتم توظيفه في مثل هذه المجالات.
إن الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للقطاع الصحي، يتبدى في العديد من المؤشرات والمظاهر، منها بناء المستشفيات المجهزة بأحدث المعدات ونشرها في مختلف أنحاء الدولة، والحرص على امتلاك كادر طبي على أعلى مستوى، وإطلاق حملات التوعية المستمرة لنشر الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين، بهدف بناء مجتمع صحي خالٍ من الأمراض. ويظهر اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالقطاع الصحي أيضاً، من خلال الاستراتيجية الصحية التي تتبناها الدولة، والتي تهدف من خلالها إلى تعزيز صحة المجتمع عبر خدمات صحية شاملة ومبتكرة بعدالة وبمعايير عالمية، وإيلاء المريض أهمية كبيرة ومحورية، وفق منهجية تطبق أعلى معايير التميز والاحتراف، والسعي لتطوير نظم المعلومات الصحية وتطبيق معايير عالمية في إدارة البنية التحتية في المنشآت الصحية، وبناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية والدوائية وفق المعايير العالمية، وتوفير إطار تشريعي حيوي وحوكمة، وتقديم خدمات تنظيمية ورقابية متميزة للقطاع الصحي.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية