تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، على اعتماد تشريعات وسياسات واستراتيجيات، تضمن المشاركة الفاعلة والإيجابية للشباب، على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، حيث تؤكد العديد من الدلائل والمؤشرات، العناية التي توليها القيادة الرشيدة لفئة الشباب، من خلال الاستماع إلى آرائهم، وتعزيز روح القيادة لديهم، وبما يلبي طموحاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويجعلهم شركاء في حماية الوطن وخدمته، بمبادرات تعزز من هويتهم الوطنية، وتقوّي لديهم روح الولاء والانتماء، والذي يتحقق من خلال تمكينهم، لكي يصبحوا مساهمين حقيقيين في صناعة المستقبل المستدام للدولة ومواطنيها.
ولتأكيد الاهتمام الذي توليه القيادة الحكيمة في دولة الإمارات لتمكين الشباب وجعلهم الشركاء في رسم مستقبل يحقق الرفاه والازدهار المستدامَيْن، وبمناسبة إعلان المؤسسة الاتحادية للشباب والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تشكيل الدورة الثالثة لمجلس أبوظبي للشباب، المكوّن من سبعة أعضاء تم اختيارهم، وفقاً لمؤهلاتهم العلمية وخبراتهم العملية، أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن «الشباب هم القوة الدافعة لقاطرة رقي المجتمعات وتقدم الأوطان، فطموحاتهم ترسم ملامح المستقبل، وطاقاتهم الإيجابية تحرك عجلة التنمية والازدهار، وأفكارهم الخلاقة تصنع مستقبلاً تحافظ فيه على الريادة، وصولاً إلى المركز الأول عالمياً». مضيفاً سموه في تدوينة على «تويتر»: أنه «في عام التسامح، كلنا ثقة بقدرة الشباب على تجسيد أنبل القيم وبناء جسور التواصل مع العالم».
ولأن الموارد البشرية، وخاصة فئة الشباب، يُنظر إليها في دولة الإمارات، على أنها الثروة الحقيقية التي يجب الاستثمار فيها، لصناعة واقع مميز ومستقبل مشرق، فقد قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، في ذلك: إن قيادة دولة الإمارات «أولت الشباب جل عنايتها واهتمامها، وعملت على تسخير كل الإمكانيات في جميع المجالات للمساهمة في صقل مهاراتهم وتعزيز معارفهم وخبراتهم، ليكونوا قادة الغد وصناع المستقبل المشرق»، الأمر الذي يشير إلى أن تمكين الشباب وتأهيلهم معرفياً وعلمياً، وتعزيز مهاراتهم وخبراتهم، إنما جاء نتيجة الإدراك بأهمية دور الشباب في خدمة المجتمع والدولة، ودفع عجلة النمو ومسيرة التنمية المستدامة، التي تضمن تحقيق تطلعات الدولة وأهدافها في مواصلة مسيرة البناء والنهضة.
لقد عملت دولة الإمارات، على تفعيل دور الشباب وتعزيز مشاركاتهم الإيجابية في المستويات كافة، فتم اعتماد العديد من الفعاليات، كالبرامج والمبادرات والأنشطة التي تجعل من الشباب خير ممثلين للدولة، داخلياً وخارجياً، حيث أعلنت المؤسسة الاتحادية للشباب، انطلاق «ملتقى شباب الإمارات العالمي» في المملكة المتحدة، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في الـ16 من فبراير الجاري، بمشاركة 20 وزيراً ومسؤولاً من دولة الإمارات، وذلك ضمن فعاليات «المبادرة العالمية لشباب الإمارات» التي تهدف إلى تفعيل دور الشباب حول العالم في صناعة سمعة طيبة عن دولة الإمارات، عبر تعزيز الروابط مع العالم، وبما يحقق التعريف بالقيم الإماراتية الأصيلة، وبناء جيل ملمّ بالتوجهات العالمية.
إن أهمية «ملتقى شباب الإمارات العالمي» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في حلقة شبابية في اليوم العالمي للشباب، تأتي حرصاً على تعزيز دور شباب الإمارات على المستوى العالمي، ليكونوا عنصراً فاعلاً ومشاركاً في مسيرة نجاح وتميز دولة الإمارات، والإسهام في قيادة المستقبل، والذي يتحقق من خلال إلهامهم، لاستغلال إمكانياتهم في الخارج بتميز وإبداع، وتعريفهم بالأجندة الوطنية وتوجهات حكومة دولة الإمارات العالمية، عبر مدّ جسور التواصل الفعّالة والمستدامة بين قيادات الدولة والشباب الإماراتيين الموجودين في مختلف أرجاء العالم، وبما يعزز دورهم في مواجهة أي تحديات، وخاصة أنهم الأقدر الآن على تجسيد قيم دولة الإمارات في التعايش والحوار وقبول الآخر ومكافحة التطرف والممارسات المضللة، ونحن نعيش عام 2019، بوصفه عاماً للتسامح، الذي أقرّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.  
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية