على الرغم من حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تبوء مراكز متقدمة في استخدامات الإنترنت، وقطاع الاتصال والتكنولوجيا بشكل عام، حيث تبوأت الدولة مؤخراً المركز الأول عالمياً في زمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر مختلف الأجهزة المتصلة بالإنترنت، والمركز الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في زمن استخدام الإنترنت لعام 2019 على الحاسب الآلي، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة «هوت سوت» المتخصصة في أبحاث الإنترنت. إلا أن الدولة لا تتوانى عن حماية أبنائها، خاصة فئة الأطفال والمراهقين، من مخاطر الفضاء الإلكتروني، والحد من تعرضهم لأي بيانات قد تؤثر في أفكارهم القيمية أو تعرضهم للاستغلال والابتزاز.
وفي تصريح لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، بمناسبة اليوم العالمي للإنترنت الآمن الذي يصادف، اليوم الأربعاء، الموافق السادس من فبراير من كل عام، دعت سموها مؤسسات الدولة كافة، وأولياء الأمور والأمهات إلى تكثيف الجهود الهادفة إلى إيجاد آليات عمل فعالة، تعزز قاعدة توعية شاملة لجميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بصفة عامة، لتعريفهم بمنافعه وأضراره، قائلة سموها إن «أبناءنا هم الأَوْلى بالرعاية والتوعية في هذا المجال، ولا تخفى على أحد المضار الكبيرة على النشء من الاستخدام غير الآمن لهذا التطور التقني، وبالتالي فإن الجميع مدعوون إلى التنبه لهذا الأمر، خاصة الأسر وأولياء الأمور، وتوجيه أبنائهم نحو الطريق السليم».
ويأتي اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) بحماية النشء من مخاطر الإنترنت، رغم أهمية التطور التقني، انطلاقاً من مواصلة سموها تقديم الرعاية والدعم للأسر والأمهات والأطفال، لتحقيق النفع والفائدة من الاستخدام الأمثل والآمن للأجهزة الذكية والتكنولوجيا الحديثة بكل أشكالها، وهو ما تجسّد بإقرار مجموعة من القوانين التي تحقق الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، فضلاً عن الجهود التي يبذلها الاتحاد النسائي العام في هذا المجال، كعقد ورش العمل والندوات والدورات التدريبية الخاصة بهذه المجالات، وبما يعزز أمن المجتمعات ويؤسس لقاعدة صلبة في مواجهة الأفكار الهدامة، اجتماعياً ودينياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وبفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، ممثلةً بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تعمل على العديد من السياسات والاستراتيجيات التي تضمن حماية مواطنيها والمقيمين فيها من مخاطر الإنترنت، من دون أن ينفصل ذلك عن تبني رؤية وطنية ثابتة وشاملة، لحماية البيانات والمعلومات للأفراد والمؤسسات على شبكات الاتصال، واستخدام أكثر الآليات حداثة في تحقيق الأمن الإلكتروني للمستخدمين، وذلك باعتماد «الاستراتيجية الوطنية للأمن الإلكتروني» الهادفة إلى رفع مستوى أمن المعلومات والاتصالات في الدولة. كما يعد إطلاق «جمعية الإمارات للحماية من مخاطر الإنترنت» في عام 2016، كجمعية غير ربحية تعمل تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، بهدف حماية الأطفال من مخاطر شبكة الإنترنت، وإعادة تأهيل وإدماج الأطفال والمراهقين من ضحايا الجرائم الإلكترونية، وتقديم برامج علاجية وتأهيلية خاصة بإدمان التكنولوجيا، والتركيز على التعليم والتوعية وبناء القدرات، برهاناً على التزام دولة الإمارات الثابت بمكافحة الإساءة إلى الأطفال وحمايتهم من مخاطر وتهديدات العنف والاستغلال، عبر وسائل التكنولوجيا والاتصال.
وتأتي إشارة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) إلى أن دولة الإمارات تعتبر رائدة في مجال استخدام الإنترنت الآمن، ودور الأسرة الإماراتية الواعية في تعزيز الجهود الوطنية في توجيه سلوكيات الأبناء في العالم الافتراضي، انطلاقاً من ضرورة التنبه إلى وجود مخاطر قد تحدق بالجيل الإماراتي الذي يعوّل عليه لصناعة مستقبل مشرق، وهو ما يتحقق من خلال الاستثمار الإيجابي لما تقدمه التقنيات الحديثة، بحيث تعود بالنفع على هذا الجيل، إذ إن تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية، هو في الاستخدام الآمن للإنترنت، وتوفير أنظمة وبرامج حماية إلكترونية متينة لمستخدمي الإنترنت، من دون إغفال أهمية التكنولوجيا في رفع مستوى المعرفة والثقافة لدى فئات المجتمع على اختلافها.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية