مع استمرار الأحزاب الإسرائيلية في الاستعداد للانتخابات العامة التي ستجرى في شهر أبريل المقبل، قرر ناشطو تيار اليمين الإسرائيلي أن يصعدوا من أطماعهم التوسعية في أرض الضفة الغربية ليضمنوا اجتذاب جماهير اليمين وبعض جماهير الوسط. وطبقاً لتقرير نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» يوم الثلاثاء الماضي، فقد بادرت حركة «نحالة» اليمينية الاستيطانية إلى إصدار وثيقة طالبت كبار رجال حكومة نتنياهو وأعضاء الكنيست بالتوقيع عليها وإظهار التزامهم بمحتواها، ونجحت في الحصول على تواقيع عدد من الوزراء وعشرات من أعضاء الكنيست من حزب ليكود وحزب اليمين الجديد وحزب البيت اليهودي.
تطرح الوثيقة عدداً من الإجراءات يلتزم بها من يوقع عليها كالتالي:
1- الالتزام بتوطين مليوني يهودي في الضفة الغربية على أساس خطة الاستيطان التي وضعها زعيم ليكود الأسبق إسحق شامير.
2- الالتزام برفض «حل الدولتين» الذي يعني إقامة دولة فلسطينية في الضفة بجوار إسرائيل.
3-الالتزام بأن تكون «أرض إسرائيل» دولة واحدة لشعب واحد. ويقصد بأرض إسرائيل في هذا السياق أراضي عام 1948 بالإضافة إلى الضفة الغربية.
4- تطوير برنامج الحكومة الجديدة بحيث لا تقصر بناء المساكن للمستوطنين على المستوطنات القائمة بالفعل، كما تفعل حكومة نتنياهو الحالية، بل وأن تعمل على إنشاء مستوطنات جديدة في جميع أنحاء الضفة الغربية.
لقد اعتبرت حركة نحالة الاستيطانية توقيع الوزراء وأعضاء الكنيست قبل الانتخابات العامة وقبل انتخاب قائمة مرشحي ليكود للانتخابات العامة، والذي جرى يوم الثلاثاء الماضي، اختباراً لمدى التزامهم الأيديولوجي والأخلاقي تجاه أهدافها، وقد عبر بعض القياديين في حزب ليكود عن إحساسهم بالمفاجأة بسبب سرعة توقيع عدد من الوزراء على الوثيقة.
من المهم أن نلاحظ أن مثل هذه الوثيقة تمثل عمليةَ حشد يميني لتجميع القوى ودفع المرشحين إلى إظهار التطرف واجتذاب أصوات الناخبين، لكنها بالطبع لا تتمتع بقوة البرنامج الرسمي الذي ستعلنه الحكومة الجديدة إذا تشكلت من أحزاب اليمين، والتي قد تجد أنه من غير المناسب تبني أفكار الوثيقة رسمياً مراعاةً للأطراف الدولية.
ومن ناحية أخرى نلاحظ تسخيناً في نفس الاتجاه اليميني الاستيطاني من جانب الجنرال يعلون رئيس الأركان ووزير الدفاع الأسبق الذي انشق عن حزب ليكود وكوّن حزباً جديداً تحت اسم «تيلم» (أي الحركة القومية الرسمية). جاء هذا التسخين بعد أيام من انضمام موشيه يعلون إلى اتحاد حزبي مع حزب «حوسين ليسرائيل» (أي درع إسرائيل)، تحت قيادة الجنرال بيني جانتس رئيس الأركان الأسبق، والذي يعتبر حالياً النجم الأبرز بين مرشحي كتلة الوسط ومنهم يائير لابيد زعيم حزب «يش عاتيد» (أي هناك مستقبل).
لقد عقد يعلون اجتماعاً في مستوطنة ليشم في الضفة الغربية وعبّر عن افتخاره بكونه أحد من ساهموا في تأسيس المستوطنة كقائد عسكري ووزير للدفاع وجاهر بمعارضته لحل الدولتين وتأييده لمشروع الاستيطان في الضفة الغربية قائلاً إن للدولة اليهودية الحق في كل جزء من «أرض إسرائيل»!
إن هذا الموقف يعني أمرين؛ الأول أننا أمام تنافس على إظهار التطرف بين قوى اليمين، والثاني أن الاتحاد الحزبي مع الجنرال جانتس الذي يؤيد السلام وإجراء تغيير إقليمي لم يغير موقف يعلون الاستيطاني اليميني المتطرف.