شكّل افتتاح هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمشروع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي «أم الإمارات»، لتوفير مصادر المياه في خمس ولايات موريتانية، خطوة مهمة تضاف إلى سجل عملها الإنساني والخيري العام، حيث دأبت سموها منذ عقود عدة على إيصال رسالتها الإنسانية إلى كل الشعوب المحتاجة التي يمكن أن تصل إليها أيادي العطاء والبذل، مهما بعدت الشقة ومهما كانت طبيعة العناء.
فبجهود سموها الخيرية في مساعدة الفقراء والمحتاجين في كل بقاع الأرض، تستمر الرسالة السامية التي أسس لها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي رسالة تقوم على العطاء ونشر قيم الخير والمساعدة من دون مقابل. وفي سياق هذه الرسالة النبيلة وما لها من رمزية أخلاقية إنسانية كبيرة يبرز دور الهلال الأحمر الإماراتي باعتباره المؤسسة الوطنية الرائدة في مواكبة كل خطط العمل الخيري لدولة الإمارات على المستوى المحلي والعربي والدولي، حتى بات اسمه علامة بارزة لسرعة العمل الإنساني في العالم، وخاصة في المناطق التي تعيش أجواء الحروب والمجاعات وتعاني ويلات النزوح والكوارث الطبيعية. كما يتم بفضل جهود القائمين عليه والعاملين فيه من أبناء الوطن الأوفياء تجسيد مفهوم التسامح وتنفيذ مبادراته العديدة التي أعلنها بمناسبة «عام التسامح».
وفي إطار المبادرات نفسها يأتي اليوم تنفيذ مشروع سمو الشيخة فاطمة بحفر 85 بئراً ارتوازية وسطحية تعمل بالطاقة الشمسية مع توفير خزانات مياه في مناطق عدة بموريتانيا، سيستفيد منها 500 ألف شخص بولايات (غديماغا والعصابة والترارزة والبراكنه وكوركول) هذا إلى جانب الشروع في إنشاء مركز الشيخة فاطمة للأمومة والطفولة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الذي يتوقع أن يستفيد من خدماته الصحية نحو 100 ألف شخص. كما تضمنت مشاريع الشيخة فاطمة في موريتانيا بناء ملاحق إضافية في عدد من منازل الأسر الفقيرة في بعض القرى الفقيرة، وبناء مدارس للمرحلة الابتدائية للبنين والبنات وتزويدها بالمستلزمات الدراسية.
إن مثل هذه الأعمال وغيرها تستجيب لتطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة في إيصال صدى الخير إلى أبعد المناطق في العالم، باعتبار ذلك جزءاً من استراتيجيتها القائمة على مساعدة المحتاج والمعوز والفقير، وبالتالي فإن الجهود التي تقوم بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي «أم الإمارات» تمثل دعماً مستمراً لأهداف الإمارات في هذا السياق.
فقد تبرعت سموها خلال العام الماضي بعشرة ملايين درهم لتنفيذ مشاريع تنموية في بعض الدول التي تواجه تحديات إنسانية وتنموية، خاصة في المجالات الصحية والتعليمية والمياه، وها هي نتيجة ذلك التبرع تنعكس بشكل إيجابي على الناس الأكثر احتياجاً في العالم.
إن الأعمال الخيرية التي ترعاها وتوجهها سمو الشيخة فاطمة لخدمة الإنسانية في مختلف مناطق العالم، تعد جزءاً من جهودها لصالح تمكين المرأة الإماراتية، حيث رعت سموها العديد من المبادرات التطوعية المبتكرة في مجالات العمل التطوعي والعطاء الإنساني الذي يستهدف تحسين واقعها.
كما حرصت سموها دائماً على تمكين المرأة الشابة من خلال تبني أفكار مميزة وابتكار مبادرات خلاقة تسهم بشكل فعال في استقطابها وتأهيلها كي تكون سفيرة للعمل الإنساني محلياً وعالمياً، فنظم لذلك العديد من الحملات والملتقيات العلمية لصناعة القادة من القيادات الشبابية النسائية.
لقد استطاعت دولة الإمارات بفضل هذه الجهود أن تتبوأ مراكز متقدمة في ميادين العمل التطوعي والعطاء الإنساني الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد، ويواصل مسيرة الخير والعطاء أبناء الإمارات تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات لترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين الشباب وتمكينهم من خدمة المجتمعات محلياً وعالمياً.

 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية