جاء استقبال دولة الإمارات العربية المتحدة، مطلع هذا الشهر، قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ترسيخاً لتوجهات الدولة في تعزيز قيم التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، وتعزيز مكانة الدولة كحاضنة لاتباع شتى الثقافات والحضارات والجنسيات، التي تتعايش على أرض الإمارات بسلام، وما يؤكد ذلك إقامة العديد من الفعاليات التي تعلي من شأن الإنسان، وتؤكد أن لا فرق بين البشر مهما اختلفوا في العرق أو اللون أو اللغة أو الدين.
ولأن دولة الإمارات، وبفضل قيادتها الرشيدة، تعمل على تحقيق الطموحات وتحويل البرامج والخطط إلى إجراءات ومبادرات على الأرض، كشف سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، عن إدخال «وثيقة الأخوة الإنسانية» في المناهج الدراسية في مدارس وجامعات الدولة بدءاً من العام المقبل، ما يشير إلى أن مبادرات الإمارات لتعزيز قيم التعايش ليست مجرد شعارات، وإنما تتحول إلى واقع يعلي من قيم السلام والمحبة التي تنادي بها الدولة، كراعية بارزة للحوار الإنساني والديني والحضاري، على المستويين الإقليمي والدولي، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقد جاء إعلان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إدخال «وثيقة الأخوة الإنسانية» في المناهج الدراسية، خلال كلمة لسموه على منصة القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة، حيث أكد أن «وثيقة الأخوة الإنسانية تُعدّ وثيقة مصالحة تاريخية، مملوءة بالشجاعة والصدق، وتمنح البشرية الأمل بأن السلام ممكن»، مضيفاً سموه أن «العيش المشترك ممكن، وأن لقاء الأخوة الإنسانية الذي تم عقده في أبوظبي يؤسس لمرحلة جديدة في التاريخ بين الأديان، وأن هذا هو دأب النبلاء عبر التاريخ». إن مثل هذه المفردات، تسطّر للملحمة التاريخية الجديدة التي تقودها دولة الإمارات في التأثير على الواقع المعاش إيجابياً، محاولة من خلال مبادراتها هذه تعزيز الروابط الإنسانية والقيم الدينية السمحة، التي تقف على النقيض تماماً من ثقافة التطرف والكراهية ونبذ الآخر.
إن إطلاق هكذا مبادرات مهمة، تُعنى بتنمية عقول الأجيال وقلوبها على فطرة التسامح والأخوة لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي امتداد لنهج متواصل في هذا السياق، حيث سبق أن أطلق ديوان ولي عهد أبوظبي، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مبادرة «التربية الأخلاقية» في عام 2016، لدعم المناهج الدراسية، حيث قال سموه في حينه: إن «العلم في جوهره تجسيد وإعلاء للقيم الحضارية والأخلاق الإنسانية»، الأمر الذي يؤكد رسالة دولة الإمارات الإنسانية في إعلاء القيم الأخلاقية القائمة على التسامح واحترام الآخر وتأصيل ثقافة المحبة والأخوة، لدى الطلبة، وهي المهمة التي تقع مسؤوليتها على الأطراف كافة، وخاصة المؤسسات التعليمية التي يوكل إليها إعداد النشء وتربيته، وفق منظومة تضمن حصانة الأجيال من أي مظهر من مظاهر العنف والتطرف.
لقد بات العالم يدرك الدور الريادي الذي تقوم به دولة الإمارات في مجال نشر وتعزيز قيم التسامح محلياً وعالمياً، وهذا ما أكده البابا فرنسيس، الذي قال عبر كلمة متلفزة له أمام الحضور في اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات: «أحمل في قلبي الزيارة التي قمتُ بها أخيراً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والاستقبال الدافئ الذي حظيتُ به.. لقد رأيت دولة حديثة تتطلع إلى المستقبل، دون أن تنسى جذورها.. رأيت دولة تسعى إلى أن تترجم كلمات مثل التسامح والأخوّة والاحترام المتبادل والحرية إلى مبادرات وأفعال على أرض الواقع»، لتضاف تلك الشهادة إلى شهادات كثيرة سابقة، أكدت أن دولة الإمارات أسست مبكراً للممارسات السلمية وثقافة التعايش والسلام، بوصفها أسلوب حياة، حيث الإيمان بالتعددية والمحبة والأخوة بين بني البشر.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية