ضمن سلسلة كتاب عالم المعرفة، الصادرة في الكويت، صدر كتاب بعنوان «الحداثة والتحديث في دول الخليج منذ منتصف القرن العشرين»، لأستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الكويت الدكتور عبدالمالك خلف التميمي، يتطرق فيه لتجربة دول الخليج التحديثية كتجربة فريدة من نوعها، لاسيما لجهة دور النفط والعمالة الوافدة فيها، وما ترتبت عليها من تحولات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية سريعة.
ومنذ بداية الحداثة والتحديث الذي شهدته أوروبا على جميع المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية، تعرضت القارة العجوز لتحول عميق في مجالات مختلفة، وكان لتجربتها تأثير مباشر على العالم العربي، لاسميا بعد أن دخلت كوافد (مستعمر) ولَّد لدى العرب دافعاً لإحداث تحولات في حياتهم بمختلف مجالاتها.
ويقارن التميمي في كتابه بين تجارب ثلاث: المصرية أيام محمد علي، واليابانية في عهد الإمبراطور مايجي، والصينية بعد ثورة ماو تسيتونغ وما أعقبه من إصلاحات.. فيقول:
1- في التجربتين الصينية واليابانية كانت مسألة العودة إلى التراث الثقافي ونقده والأصالة الوطنية والقومية أساس التحديث.
2- الحداثة بوصفها قيمة سبقت التحديث في اليابان والصين، تماماً كما حدث في أوروبا.
3- أسلوب التحديث كان سلمياً في اليابان، وثورياً في الصين، وعسكرياً في مصر.
4- الصراع من أجل النهضة في كل من الصين واليابان كان بالأساس بين الثقافة التقليدية وثقافة التحديث، بينما لم يكن بالحدة ذاتها في تجربة محمد علي المصرية.
5- استفادت التجارب الثلاث من تقدم أوروبا، العلمي والتكنولوجي والثقافي، لكن التعامل مع المنجز الأوروبي كان مختلفاً.
6- كان للموقع الجغرافي أهميته في عملية التحديث في التجارب الثلاث؛ الصينية واليابانية والمصرية.
7- النجاح بالتجارب الثلاث متفاوت، لكن الصينيين واليابانيين استفادوا من تجاربهم التاريخية.
8- الفارق الزمني بين التجارب الثلاث فرض نفسه، لظروف موضوعية تخص كل تجربة في مرحلتها التاريخية.
9- كانت الشعوب حاضرة ومؤثرة في حركة التحديث في كل من اليابان والصين، بينما لم يكن الأمر كذلك في تجربة محمد علي المصرية.
10- دور التعليم والثقافة كان أساسياً في التجارب الثلاث، رغم خصوصية كل تجربة.
11- التخوف الديني من التحديث كان واضحاً في تجربتي مصر والصين، ولم يكن كذلك في تجربة اليابان.
12- اليابانيون والصينيون لم يترددوا في نقد تراثهم الثقافي، لمعرفة معوقات تطورهم وللاستفادة من الإيجابيات، بينما تردد العرب في فعل ذلك.
13- الثقافة الصينية واحدة ومتجانسة والثقافة اليابانية كذلك، أما الثقافة في مصر والدول العربية، فهي ثقافة متباينة ومتنافسة ومتصارعة.
14- التجارب التحديثية الثلاث استفادت من تقدم الغرب العلمي والتكنولوجي بنسب متفاوتة وفق حاجات كل منها وظروف مرحلتها.
15- كان الغرب مناوئاً للتجارب الثلاث، لكن بدرجات متفاوتة، حيث استطاع إجهاض تجربة محمد علي، بينما نجح اليابانيون والصينيون في التغلب على عوائقه.
16- المؤثرات الحضارية التي تركها الغرب في التجارب الثلاث كانت بارزة، لكن استفادة اليابانيين والصينيين كانت أكثر من استفادة العرب.
17- تتحرَّك كل من الصين واليابان ككتلة حضارية وثقافية واحدة، بينما يتحرَّك العرب ككتل يسودها التشظي.
18- الحداثة الفكرية في اليابان والصين سبقت عملية التحديث، بينما كانت تجربة العالم العربي تحديثاً من دون حداثة.