سحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية «هيذر نويرت» ترشيحها لمنصب سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة يوم السبت، وقالت في بيان أصدرته إن قرارها يصب في مصلحة أسرتها. غير أنه في الكواليس، واجه ترشيحها مشاكل لأن «نويرت» قامت بتشغيل مربية أجنبية المولد قبل نحو 10 سنوات لم تكن لديها تأشيرة العمل، كما أن «نويرت» لم تدفع الضرائب المطلوبة آنذاك. وكان الرئيس دونالد ترامب أعلن عن نيته تعيين «نويرت» في منصب رئيسة البعثة الدبلوماسية الأميركية إلى الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، ولكنه لم يقم أبداً بإرسال ملف ترشيحها إلى مجلس الشيوخ من أجل مناقشته، وذلك لأن التحقيق الأمني الخاص بها تأخر بينما كانت الإدارة تحاول تحديد الطريقة التي ستعامل بها مع المعلومات التي تم كشفها من أن «نويرت» قامت بتوظيف المربية على الرغم من افتقارها لتأشيرة عمل مناسبة، وحقيقة أن «نويرت» لم تدفع ضرائب على المربية وقتئذ، كما قال المسؤولان. ولكن «نويرت» دفعت الضرائب المتأخرة لاحقاً بعد سنوات، كما قالا. وقد طلب المسؤولان عدم الكشف عن اسميهما لأنهما تحدثا عن معلومات داخلية وحساسة. أما نويرت، فقد رفضت التعليق على الموضوع.
أحد المسؤولين قال إن نويرت كشفت عن موضوع المربية بشكل طوعي للمحققين وكذلك لمسؤولين رفيعين في بداية عملية الفحص الأمني. والأرجح أن هذا الموضوع كان سيكون جزءاً من جلسة الاستماع المخصصة لتثبيتها في المنصب أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ لو عقدت. وعلاوة على الرد الفاتر أصلاً الذي أثاره تعيين «نويرت» المتوقع بين «ديمقراطيي» مجلس الشيوخ، فإن عملية تثبيتها كانت ستكون مرهقة لأسرتها، كما قال المسؤولان، ولهذا، فإن «نويرت» كانت صادقة عندما قالت في بيانها إنها قررت الانسحاب مراعاةً لمصلحة أسرتها.
موضوع المربية لم يُثَر في التحقيق الأمني الأول الخاص بها، عندما أصبحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في 2017، كما يقول المسؤولان، ولكن عملية التحقيق الخاصة بمنصبٍ يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ هي أكثر صرامة، والشخص الذي يشغل منصب سفير الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة يحتاج لمستوى أعلى من التدقيق الأمني، كما يقولان.
ومجرد حقيقة أن ملف «نويرت» لم يرسَل أبدا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ كان قد بدأ يثير مشاعر شك وإحباط في الكونجرس. فقبل إعلان «نويرت» عن سحب ترشحها بساعات، أخبرني السيناتور العضو «الديمقراطي» الأرفع مستوى في لجنة العلاقات الخارجية «روبرت ميننديز» في مقابلة معه بأن تعيين «نويرت» تأخر بسبب مشكلة تتعلق بالفحص الأمني.
وقال: «من الواضح أن ثمة مشكلة عندما لا يتم إرسال ملفها من أجل منصب حساس»، مضيفاً «هذا ليس منصب سفير إلى أي مكان، بل منصب على الساحة العالمية».
«ميننديز» لم يكن يعرف في ذاك الوقت أن «نويرت» على وشك أن تسحب ترشحها، ولكنه حذّر من أن «الديمقراطيين» سيقومون بتدقيق أمني كامل بأنفسهم ومن أنه متشكك بشأن مؤهلاتها لهذا المنصب الدبلوماسي الرفيع». وقال ميننديز:«أشك في أن لديها الخبرة (اللازمة) لشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة».
وفي البيان الذي أصدرته يوم السبت، قال نويرت:«إنني ممتنة للرئيس ترامب والوزير بومبيو لثقتهما في في حينما رشحاني لمنصب سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، غير أن الشهرين الماضيين كانا مرهقين لأسرتي، ولهذا، فإنه من مصلحة أسرتي أن أسحب تشرحي».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»