تحظى القضية الفلسطينية في دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام خاص، وعلى مختلف المستويات الرسمية والشعبية، لذا هناك متابعة دائمة للتطورات الجارية في الأراضي المحتلة، وحرص على تقديم كل ما يمكن من مساعدة من أجل توفير كافة السبل التي تمكّن الشعب العربي الفلسطيني من العيش حياة كريمة يستحقها، وتمكينه من الصمود في أرضه، ومقاومة كل جهود الاحتلال ومشاريعه الرامية إلى تهويد القدس وإفراغها من أهلها الأصليين الذين يقطنون فيها منذ آلاف السنين. وفي هذا السياق تتواصل المبادرات والبرامج والمشاريع الرامية إلى مساعدة الفلسطينيين عموماً، والمقدسيين على وجه الخصوص، في ظل المضايقات التي يتعرضون لها بشكل مستمر من قبل قوات الاحتلال، فبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية، وقع صندوق أبوظبي للتنمية مذكرة تفاهم مع مجلس القدس للتطوير والتنمية الاقتصادية يقدم بموجبها الصندوق منحة بقيمة 44 مليون درهم، وذلك لدعم برامج ومشاريع مؤسسات النفع العام في مدينة القدس. وتهدف هذه المنحة بالأساس إلى إقامة عدد من المشاريع والبرامج التنموية التي ستسهم في تحسين الظروف المعيشية لسكان القدس، وفي الوقت نفسه توفير برامج وأنشطة تدريبية وتعليمية وثقافية ومهنية يكون لها انعكاسات إيجابية على المجتمع المحلي في المدينة المقدسة، وهذه المنحة هي استمرار لمنح ومساعدات متواصلة تقدمها الدولة ومؤسساتها المختلفة الرسمية وغير الرسيمة، التي من أهمها صندوق أبوظبي للتنمية الذي بدأ نشاطه التنموي في فلسطين منذ عام 1999، حيث أسهم في تمويل عشرات المشروعات من خلال المنح التنموية التي بلغت قيمتها الإجمالية نحو 952 مليون درهم تركزت بشكل أساسي في قطاعات استراتيجية وحيوية، من أهمها قطاع الإسكان والخدمات الصحية والتعليمية والثقافية وقطاع الطاقة. كما تعدّ دولة الإمارات من أهم الدول المساندة للجهود التي تقوم بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، في رعاية مصالح وحاجات اللاجئين الفلسطينيين، في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة، والأردن ولبنان وسوريا، حيث قدمت الدعم لبناء مدارس ومراكز صحية وبرامج تعليمية، في محاولة لتخفيف حدّة الأزمات المالية التي تعانيها الوكالة، وذلك من خلال مؤسسات إماراتية رائدة في خدمة مصالح اللاجئين الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم المتعددة، ك «مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية»، و«دبي كير»، و«الهلال الأحمر الإماراتي»، وغيرها من الجمعيات الخيرية التي تولي أولوية لدعم أهلنا في فلسطين.
ولا يقتصر الدعم الإماراتي للفلسطينيين على المساعدات والمنح المادية التنموية أو الإنسانية، وإنما يتعداها أيضاً ليشمل كل المجالات التي يمكن المساعدة فيها، بما فيها المجال السياسي، حيث تدعم دولة الإمارات بقوة حقوق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما ترفض كل المحاولات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية أياً كان مصدرها.
إن التزام دولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني ليس أمراً جديداً، بل هو ثابت من ثوابت هذه الدولة منذ قيامها، بل وحتى قبل ذلك، حيث تعيش القضية الفلسطينية في وجدان الشعب العربي الإماراتي منذ بدأت هذه المأساة قبل أكثر من سبعين عاماً، ولا يمكن أن نتحدث عن هذا الموقف الإماراتي والدعم العربي لفلسطين من دون أن نستذكر سيرة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي كان نصيراً للشعب الفلسطيني، وفي مقدمة من يقدم لهم العون والمساعدة، منطلقاً من موقف قومي ثابت لا يمكن بالطبع أن تغيره الأزمان أو الظروف مهما كانت.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية