تضع القيادة الرشيدة في مقدمة أولوياتها العمل على تمكين الشباب والارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم المختلفة، باعتبارهم الرهان الحقيقي نحو المستقبل، ولهذا تعمل على توفير البيئة المبدعة التي تطلق طاقاتهم وإبداعاتهم المختلفة، فالشباب هم محور «مرحلة التمكين» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2005، من منطلق الإيمان بدورهم في صنع الحاضر وقيادة المستقبل. ولقد أثبت شباب الوطن أنهم بالفعل الثروة الحقيقية والرهان المستحق الذي يمكن الارتكاز عليه للعبور بالإمارات إلى مرحلة أكثر تقدماً في مختلف المجالات، خاصة في ظل انخراطهم الفاعل والمؤثر في مختلف مجالات العمل، وخاصة المجالات التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة كالصناعات الدفاعية والعسكرية. وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال زيارته معرض أبوظبي الدولي للدفاع «آيدكس»، وتفقده منتجات العديد من الشركات الوطنية، حيث أكد سموه: «أن شريحة عريضة من شباب الوطن تجاوزت مرحلة التعلم والتدرب والتأهيل، وانتقلت إلى مرحلة التخطيط والإنتاج والإبداع في مجالات عدة، خاصة العلمية والتقنية التي تخدم مصالح دولتنا وشعبنا، وتعزز اقتصادنا الوطني، وتسهم في تنويعه وخلق فرص جديدة للعمل وتوظيف الشباب وتمكينهم من إبراز مواهبهم وطاقاتهم العلمية والمعرفية في شتى الميادين».
إن انخراط شباب الوطن في الصناعات الدفاعية والعسكرية يعد مؤشراً إلى ما يتمتعون به من قدرات هائلة وطاقات مبدعة، وخاصة أن هذه النوعية من الصناعات الدقيقة تتطلب مهارات خاصة، سواء لجهة التخصص في المجالات النوعية الدقيقة كالهندسة والعلوم العصرية، أو لجهة امتلاك أدوات التكنولوجيا الحديثة والقدرة على توظيفها في تطوير هذه الصناعات، لهذا فإن الاستراتيجية الوطنية للصناعات الدفاعية تأخذ في اعتبارها ضرورة بناء قاعدة من الكوادر المواطنة المؤهلة في هذا القطاع. وقدمت فعاليات معرض «آيدكس» خلال الأيام الماضية فرصة لإظهار طبيعة الدور الذي يقوم به شباب الوطن في هذا القطاع الحيوي، فهم عنصر رئيسي في اللجان المنظمة للمؤتمر، كما أنهم موجودون بفاعلية ضمن قوة العمل الرئيسية في مختلف الشركات الوطنية العاملة في قطاع الصناعات الدفاعية. وفي الوقت ذاته، فإن هذه الشركات تتيح فرصاً تدريبية لشباب الوطن، وتعمل على تأهيل المهندسين الإماراتيين للعمل في هذا القطاع الحيوي ضمن استراتيجياتها المستقبلية الرامية إلى تعزيز التوطين في قطاع الصناعات الدفاعية، باعتباره من أهم القطاعات التي ترتبط بالأمن الوطني للدولة. ولعل من الشواهد التي تدعو إلى الفخر والاعتزاز بشباب الوطن، أن العديد من المنتجات الدفاعية للشركات الوطنية التي عرضت في آيدكس تمت بأيدٍ وخبرات وطنية 100%.
إن انخراط شباب الوطن في قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية يعد من التوجهات الاستراتيجية التي تنسجم مع أهداف رؤية أبوظبي 2030 الرامية إلى بناء وتأهيل الكفاءات الوطنية وتشجيع وتحفيز البحث والابتكار في المجالات الصناعية والتقنية، وتعزيز التوجهات نحو نقل التكنولوجيا الجديدة، كما تواكب رؤية الإمارات 2021 التي تستهدف بناء اقتصاد قائم على المعرفة تقوده كفاءات مواطنة، إذ إن الطبيعة المركبة للصناعات الدفاعية، التي تعتمد على التعليم العصري ومخرجات التكنولوجيا المتطورة وخاصة الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، تجعل منها بالفعل أحد أهم القطاعات التي تعتمد عليها الدولة في الانتقال إلى مرحلة ما بعد عصر النفط.
لقد أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال تفقده منتجات الشركات الوطنية المشاركة في «آيدكس 2019»، عن فخره بالكوادر الوطنية العاملة في مجال الصناعات الدفاعية وقدرتهم على الارتقاء بهذه الصناعات إلى المستوى الذي تطمح إليه القيادة في الإمارات، وهذا يعكس الثقة الكبيرة بقدرات الشباب، والرهان عليهم في الانتقال بالصناعات الدفاعية الوطنية إلى مرحلة أكثر تقدماً، تتعزز فيها مكانة الإمارات على خريطة الدول المتقدمة في الصناعات الدفاعية في المستقبل القريب.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية