بمناسبة التسريبات الجديدة حول تطوير خطة ترامب لترضي العرب والفلسطينيين والتي أذاعتها قناة 13 الإسرائيلية، أثير التساؤل حول احتمال تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد انتخابات التاسع من أبريل المقبل، بحيث تكون حكومة راغبة في التجاوب مع جهود السلام ومطلب إقامة الدولة الفلسطينية.
إن أهم ما كشفت عنه التسريبات الإسرائيلية حول تطورات خطة ترامب هو ما يلي:
1- بالنسبة لشكل الحل السياسي، هناك إستبعاد حل الدولة الواحدة وفكرة الحكم الذاتى والاعتراف بحل الدولتين بما يترتب عليه من إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية.
2- بالنسبة للمساحة، تقام الدولة الفلسطينية عليها تقارب تسعين في المئة من مساحة الضفة.
3- بالنسبة لعاصمة الدولة الفلسطينية تكون في جزء من القدس الشرقية.
4- بالنسبة لحدود العاصمتين تكون عاصمة إسرائيل في القدس الغربية مع جزء من القدس الشرقية، وتكون عاصمة الدولة الفلسطينية على جزء من القدس الشرقية المحتلة، مع ضمان السيادة الفلسطينية على جميع الأحياء العربية، وجعل منطقة الحرم القدسي الشريف تحت إدارة مشتركة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية والأردن.
3- بالنسبة للمستوطنات اليهودية في الضفة، تقر الخطة مبدأ تبادل الأراضي بين إسرائيل والدولة الفلسطينية ليمكن ضم كتل المستوطنات الكبرى لإسرائيل، مثل جوش عصيون ومعاليه أدوميم، مع إخلاء المستوطنات «غير القانونية» (طبقاً للقانون الإسرائيلي)، ومنع التوسع الأفقي بالنسبة للمستوطنات المعزولة عن الكتل الكبرى.
إذا صحت تلك التسريبات فمن المؤكد أن التعديلات الإيجابية التي طرأت على خطة ترامب قد جاءت نتيجة للضغط الذي مارسته وتمارسه الدول العربية الثلاث المؤثرة على السياسة الأميركية، وهي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.. ويصبح السؤال هنا: ما هي تشكيلة الحكومة الإسرائيلية التي يمكن أن تتجاوب مع الخطة بتعديلاتها هذه. نحن أمام الاحتمالات التالية:
الاحتمال الأول يشير إلى أن التشكيلة المثالية للحكومة الجديدة المتجاوبة مع هذه الخطة هي تشكيلة بقيادة أحزاب اليسار وتضم أحزاب الوسط والأحزاب الدينية، وهذا احتمال مستبعد لضعف أحزاب اليسار.
الاحتمال الثاني يشير إلى أنه من الصعب أن نفترض أن تشكيلة الحكومة الحالية، إذا تكررت كما هي، يمكن أن تتحول من الجمود الأيديولوجي والأطماع التوسعية والتطرف إلى الاعتدال والمرونة السياسية بوجود المتطرفين مثل بينت وشاكيد.
الاحتمال الثالث يشير إلى أن تكوين حكومة جديدة بقيادة حزب الوسط «حوسين ليسرائيل» (أي «درع لإسرائيل»)، والذي أسسه حديثاً رئيس الأركان السابق بني جانتس، والذي يبدي استعداداً للحل السياسي، أمر غير مرجح إلا إذا وافق حزب «يش عاتيد» بقيادة لبيد على الانضمام إليه تحت قيادة جانتس.
الاحتمال الرابع تكوين حكومة برئاسة نتنياهو يستبعد منها أحزاب اليمين المتشددة مثل حزبي «البيت اليهودي» و«اليمين الجديد»، على أن تضم أحزاب الوسط مثل حزب الجنرال جانتس ولبيد لتتمتع بمرونة الحركة وبتأييد ترامب.