مع بدء السباق «الديمقراطي» للحصول على الترشح الرئاسي لعام 2020، يحاول المتنافسون تحديد أفضل الطرق لتمييز أنفسهم. وحتى الآن، فإن الموضوع الوحيد الموحد بين جميع المرشحين هو أن سياسات إدارة ترامب غير ملائمة. لكن، إذا بدأنا بالاقتصاد، يبدو من المرجح أن الحقيقة ستجبر «الديمقراطيين» على توخي أقصى درجات الحذر: كيف سيكونون مناهضين لترامب بشدة دون التعهد بالقيام بأشياء من شأنها أن تخمد الاقتصاد القوي؟ وهل التصويت ضد ترامب هو تصويت من أجل عدد أقل من الوظائف وازدهار أقل؟ وفقا لمؤسسة «جالوب»، فإن تفاؤل «الأميركيين» بشأن أوضاعهم المالية الشخصية ارتفع إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ أكثر من 16 عاما، حيث يقول 69% الآن إنهم يتوقعون أن يكونوا أفضل حالا ماليا «في مثل هذا الوقت من العام القادم».
وعلاوة على ذلك، كما أظهرت بيانات حديثة من وزارة العمل، فإن الأجور والرواتب التي يتقاضاها العمال الأميركيون ارتفعت بنسبة 3.1% في الربع الرابع من 2018 لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات. يمكن لـ«الديمقراطيين» أن ينشروا عبارات وأفكاراً مثل «عدم المساواة الهائل» و«الجميع يدفعون حصتهم العادلة»، لكن الطفرة الاقتصادية التي أحدثها ترامب واسعة وعميقة.
ومن الممكن أن تؤدي الدعوات المختلفة لرفع الضرائب وإضفاء المظهر الاشتراكي التي يتبناها«الديمقراطيون» إلى إجراء استفتاء على الاقتصاد بدلاً من الاستفتاء على شخصية ترامب. وبالنظر إلى هذه الحقيقة، من الواضح أن «الديمقراطيين» لن يساعدوا أنفسهم بإصدار بيانات متسرعة مثل»الصفقة الجديدة الخضراء«(جرين نيو ديل) التي من شأنها أن تؤدي إلى الخراب الاقتصادي. ولكن لا تشغل بالك بهذا. إذ استمر الوضع الاقتصادي الراهن، سيتعين على الديمقراطيين في الغالب التمسك في 2020 بالملاحظات التافهة والشعارات. ومن الممكن أن يكون الديمقراطيون في مأزق.
وبينما سنكون كذلك، فيما يتعلق بالعديد من قضايا السياسة الخارجية والتجارة الحيوية، لن يجد «الديمقراطيون» ما يقولونه. وعلى سبيل المثال، لن يعلن أي مرشح للرئاسة أنه سيعيد السفارة الأميركية في إسرائيل إلى تل أبيب.
ومن المحتمل ألا يتعهد أي مرشح للرئاسة ببساطة بسحب جميع التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب. وبالمثل، من غير المرجح أن يتعهد أي مرشح «ديمقراطي» بأن يعيد القوات الأميركية إلى سوريا أو أفغانستان. ولا أعتقد أن أي منافس لترامب سيقترح إلغاء المبادرات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية. ولن تكون هناك إطلاقا نهاية للجدل الدائر بشأن الهجرة، ولكن حتى لو حدث هذا فإن«الديمقراطيين» يهرولون نحو موقف متطرف يشبه كثيراً الحدود المفتوحة.

إد روجرز*
*مستشار سياسي للرئيس ريجان
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»