بينما يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكيم جونغ أون اجتماع قمة الأسبوع المقبل في فيتنام، يمكن القول إن لدى الزعيمين شيئاً مشتركاً: ذلك أن كل واحد منهما ينظر إلى المرآة على ما يبدو فيرى نفسه فائزاً بجائزة نوبل في السلام. فالصيف الماضي، كتب ترامب في تغريدة على تويتر يقول:«لولاي، لكنا في حرب مع كوريا الشمالية الآن!». وبالتالي، فيبدو أنه ينظر إلى تركته جزئياً على أنه صانع السلام العظيم في شبه الجزيرة الكورية، ومؤخراً تفاخر بأن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي رشحه لجائزة نوبل للسلام. إذ قال للصحافيين وهو يتحدث عن الرسالة «الجميلة» التي كتبها آبي ليرشحه للجائزة: «أشخاص كثيرون آخرون يتقاسمون هذا الرأي أيضاً».
وفي تناظر مفاجئ، يقال إن ثمة حديثاً كثيراً في كوريا الشمالية عن جائزة نوبل للسلام وإمكانية منحها لكيم.
وبالطبع، فإنه من الوهم الاعتقاد بأن ترامب، أو كيم سيفوزان بجائزة نوبل للسلام. والكثير من المسؤولين الأمنيين في الولايات المتحدة وخارجها قلقون، ويخشون أن يقوم ترامب في سعيه للجائزة، بتعهد متهور، مثل سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية. وشخصياً، أعتقدُ أنه من المستبعد جداً أن تقوم كوريا الشمالية بتسليم أسلحتها النووية قريباً، غير أنه من الممكن رؤية طريق دبلوماسي يفضي إلى عالم أكثر أمناً – وهناك إمكانية لتحقيق هذا. العام الماضي، خُدع ترامب في لقائه الأول مع كيم، إذ كان ثمة حد أدنى من الاستعدادات للقمة، كما أن ترامب قدّم تنازلات كبيرة، مثل وقف المناورات العسكرية مقابل لا شيء مهم.
والحال أن التهديد الكوري الشمالي بقي قائماً، إذ واصلت بيونج يانج إنتاج الوقود النووي وتشغيل قواعدها الصاروخية. كما أخبر مسؤولون استخباراتيون أميركيون لجنةً تابعة لمجلس الشيوخ صراحة هذا العام بأنه من غير المرجح أن تتخلى كوريا الشمالية عن السلاح النووي.
غير أنه إذا خُدع ترامب العام الماضي، فإن ثمة بعض المؤشرات الأكثر بعثاً على الأمل هذه المرة، حيث عين ترامب مبعوثاً خاصاً يحظى بالتقدير والاحترام، هو ستيفن بيجن، وقد أشّر كل من بيجن وترامب على أنهما اليوم واقعيان بشأن التنازلات وإطار زمني، حيث يقول ترامب إن كوريا الشمالية ستتخلى عن سلاحها النووي «في النهاية»، و«إنني لست في عجلة من أمري».
وإليكم ملامح اتفاق ممكن بين الجانبين: كوريا الشمالية تَعد بتفكيك مجمعها النووي في يونجبيون وبضعة مواقع أقل أهمية، وباستقبال مفتشين دوليين، ومواصلة تعليقها للاختبارات النووية والصاروخية. وبالمقابل، تخفف الولايات المتحدة العقوبات على المشاريع التي بين الكوريتين والمتعلقة بالسياحة والصناعة. كما يستطيع الجانبان أيضا إعلان نهاية الحرب الكورية، وتبادل مكاتب الاتصال الدبلوماسية، وتسهيل التبادل الثقافي، والاتفاق على طريق إلى الأمام بشأن الإنهاء التدريجي للبرنامج النووي.
وآخر زيارة لي إلى كوريا الشمالية في 2017، تحدث المسؤولون عن تعلم دروس من ليبيا، بمعنى أنه إذا تنازلت عن برنامجك النووي، فإن أميركا يمكن أن تقوم حينها بإسقاط حكومتك. ولهذا، فإنني أعتقد أنه ليست لدى كيم أي مخططات للتخلي عن أسلحته النووية. وحتى من دون نزع كامل للأسلحة النووية، فإن تجميد الاختبارات ووقف الإنتاج النووي وتخفيف للتوتر، يعتبر تقدماً. والحاصل أن ترامب وكيم قد يدعيان بعض الاختراقات السحرية، ربما كإعلانهما نهاية الحرب الكورية. والحال أن هذه المشكلة لن تُحل هذا الشهر أو هذا العام. ففي أفضل الأحوال، ستكون هذه عملية طويلة. وعلينا أن ندعو الله أن تصبح العلاقات الأميركية- الكورية الشمالية مملة ورتيبة. لقد كان التهديد الأكبر لهذه الرئاسة هو أن يتورط ترامب في حرب نووية، ولهذا، فإذا انخرط ترامب وكيم في عملية سلام شاقة بدلاً من ذلك، في بحث متوهم عن جائزة نوبل للسلام، فبوسعنا تقبل هذا الأمر والتعايش معه.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2019/02/22/opinion/sunday/north-korea-summit-trump.html