حقاً علينا أن نقول كان الله في عون الشعب الإيراني على هذا النظام الجاثم على صدره طوال أربعين عاماً دون أن يتحقق لهذا الشعب ما كان يتطلع له من ثورة عام 1979م، تلك الثورة التي تم اختطافها من قبل التيار الديني بزعامة الخميني، والذي طال في سياسته الإقصائية رجال دين قبعوا تحت وطأة الإقامة الجبرية حتى جاءتهم المنية، وتنتظر غيرهم في عهد خامنئي.
نسير مع القارئ الكريم في هذا المقال لندرك مدى ما يعانيه الشعب الإيراني والأمثلة يصعب حصرها.
بمناسبة مرور أربعين عاماً على الثورة الإيرانية، ظهر المرشد الإيراني ليُطلع الشعب الإيراني على معلومة جد قيمة من منظوره، حيث وصلت إيران إلى المرتبة الأولى.
الصمت يطبق على الشعب الإيراني، فهو في انتظار المفاجأة وبصيص من النور، في ظل ظلمات من الفساد والعقوبات وسوء الإدارة. يستعد المرشد الإيراني للإفصاح عن المفاجأة، يبحث بين أوراقه للكشف عن المفاجأة، ها هو يجدها، الأعين الإيرانية شاخصة، المرشد الإيراني يبوح بالمفاجأة قائلاً: هل تعلمون أن تقرير البنك الدولي الأخير يقول إن إيران تحتل المركز الأول بوصفها من الدول غير المُستثمرة لمواردها بصورة كاملة.
الصيحات تتعالى من أتباع خامنئي فرحة بهذا الخبر، الشعب الإيراني يشوح بوجهه كمداً وحزناً. يتساءل القارئ هل ما تقدم يدعو للفرح أم ماذا؟
لتقريب الصورة دعونا نتخيل أن هناك دولتين، دولة «أ» ودولة «ب»، تملكان موارد واحتياطات نفطية متساوية. الدولة «أ»، وخلال أربعين عاماً استطاعت استغلال مواردها واحتياطاتها النفطية خير استغلال نتيجة علاقاتها المتميزة مع العالم، ساهم ذلك في تنويع مصادر دخلها وتعزيز اقتصادها الذي انعكس على شعبها ومستواه المعيشي. صحيح أن احتياطيات النفط لم تعد مثل ما كانت في السابق، ولكن تم تعويضها بإنشاء صناديق استثمارية والاستثمار في اقتصاد المعرفة.
على النقيض تماماً من ذلك ونتيجة العلاقات السيئة التي تجمع بين الدولة «ب» وبقية دول العالم نتيجة سياساتها المزعزعة للاستقرار، لم يستطع شعب هذه الدولة من الاستفادة خلال الأربعين عاماً من موارده واحتياطاته النفطية، وبالتالي استمرار حالة الاقتصاد السيئ الذي ساهم في انتشار الفساد وسوء الإدارة. وظلت الاحتياطات النفطية على أرقامها، ولكن دون فائدة تذكر.
الدولة «ب» تجسيد واضح للحالة الإيرانية، وما يعانيه شعبها ليأتي بعده المرشد الإيراني ليقدم للشعب الإيراني مفاجأة المركز الأول، والتي لا تعدو كونها مفاجأة تزيد من حسرة الشعب الإيراني على وقوعه تحت هذا النظام الذي سار بشعبه نحو البؤس والشقاء، بحيث أن من بين الـ22 مليوناً من القوى العاملة في إيران هناك 60% منهم يعمل في وظيفتين أو ثلاث، وذلك لتغطية تكاليف الحياة التي جعلت ثلث الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر.
لك أن تتخيل أيها القارئ الكريم الحسرة التي ترتسم على وجه ذلك الستيني الإيراني، بعد أن أعلن خامنئي عن مفاجأته. ذلك الستيني الذي كان في العشرين من عمره حين نجحت ثورة عام 1979م.
يأتي أحد الاقتصاديين في إيران ليسكب الملح على جرح الشعب الإيراني بقوله إنه في حال حدث تغيير فعلي في الاقتصاد الإيراني، فإنه من المتوقع أن تجني إيران في 2050م ما يقارب 43 مليار دولار، أي من هو عشريني بعد مرور أربعين سنة على الثورة وجب عليه أن يكون خمسينياً ليشد ذلك التغيير، هذا في حال حدوثه.
وبالتالي فلا ملامة مطلقاً على ممثل إيراني مشهور هو «حميد فروخي زاد» كان قد وضع صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في حسابه على انستجرام وكتب التالي:(من بين الملالي في إيران والذين يعملون ليل نهار ليبنوا لنا آخرتنا، نريد من بينهم شيخ واحد فقط مثل الشيخ محمد بن راشد ليبني لنا دنيانا).
حقاً علينا أن نقول كان الله في عون الشعب الإيراني.