يعرّف أهل القانون الإرهاب بأنه فعل من أفعال العنف واستعمال القوة بالاعتداء على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح وله طابع سياسي.
وهو ظاهرة عالمية لا دين لها، ومن الممكن أن يصل إلى أي دولة من الدول ويروعها. ولعله مما ساعد الإرهاب والإرهابيين على القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية أمران:
1- لوبي صناعة السلاح في الدول الصناعية الكبرى.
2- ثقافة الكراهية التي تغذي عقول الكثيرين في الشرق والغرب.
وإذا ما اقتصرنا هنا على الحديث عن «الإرهاب الأبيض»، على خلفية المجزرة الأخيرة بحق المصلين في نيوزيلندا، فإن هناك صوراً من الكراهية في الغرب يعود مصدرها إلى الإعلام والمناهج الدراسية وفي الأدب، تساعدها في ذلك بعض الأحزاب والحركات والمنظمات اليمينية ووسائل الإعلام والحركات الفنية. لذلك حين أجرى أستاذ أميركي دراسة حول رد فعل مدرّسي التاريخ في المدارس الأميركية عند سماعهم كلمة عربي أو مسلم، لاحظ أنهم ألصقوا أبشع الصفات وأحاطوها بالعرب والمسلمين.
الإرهاب مرض ابتليت به الأمة العربية والإسلامية أيضاً، وهو خطر أصاب العالم أجمع، وقد مثّل فعلاً من أفعال الشيطان يمليها على الإرهابيين ويأمرهم بارتكاب جرائمهم البشعة ضد الأوطان والشعوب والإنسانية. ومن درسوا ظاهرة الإرهاب أدركوا تماماً أنه لا صلة لها بأي دين من الأديان، خصوصاً الإسلام، لأنه دين السماحة والسلام والعدل والمحبة والتعايش والتراحم والمودة بين البشر، دين يرفض العنف بكل أشكاله ويحترم إنسانية الإنسان. والإسلام سبق جميع الأديان والقوانين الوضعية إلى وضع التشريعات والقوانين التي تحمي المجتمعات من شرور الإرهاب، بل وتحمي عقل الإنسان من كل ما يثير الفتن بين الناس ووضع له الطريق الصحيح لكي يعالج نوازع البشر التي تدفع بعضهم إلى ممارسة القتل، لذا لم يكن غريباً أن يقف أحد أعضاء الكونجرس الأميركي ليقول بصورة واضحة: «إن الإسلام أعظم أديان العالم والحط من قدره بإضافة كلمة إرهاب له، هو ظلم كبير لهذا الدين العظيم، لأن الإسلام دين مسالم».
ويؤكد الدكتور يورجن تودينهوفر، في كتابه «الصورة العدائية عن الإسلام»، أن الغرب مثله في ذلك مثل غيره من تحالفات القوى الأخرى، لم تكن تعنيه أبداً حقوق الإنسان والديمقراطية في الشرق الأوسط، بل كل ما يعنيه هناك هو مصالحة الخاصة، لذلك فالربط بين الإسلام والإرهاب يمثل بالنسبة إليه أهمية سياسية «واستراتيجية بعيدة المدى»، تكمن في أنها تقدم له مسوغاً مريحاً للحروب التي يشنها بين الحين والآخر. وقد أكد يورجن أكثر من مرة أن الغرب وظف الإرهاب لخدمة مصالحه الخاصة في العالم، وأعطى مثالا على ذلك بالقول إن 17 منظمة من المنظمات المصنفة إرهابية في أوروبا ليس لها أي علاقة بالإسلام، لكن لماذا لم تلعب هذه المنظمات الإرهابية غير المسلمة دوراً في الوعي الجماهيري في الغرب؟
ولتأكيد ما ذهب إليه يورجن في كتابه، نشرت هيئة الشرطة الأوروبية إحصائية تقول إن 249 اعتداءً إرهابياً في دول الاتحاد الأوروبي في عام 2010، ثلاثة فقط منها كان مرتكبوه من المسلمين. كذلك ذكرت صحيفة «ديللي بيست» أن 98% من جرائم الإرهاب في أميركا و94% في غيرها من الدول الغربية، منفذوها ليسوا مسلمين. لذلك نؤكد مرة أخرى أن الإرهاب لا دين له.