يجب على الجميع في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب «الديمقراطي»، من وسائل الإعلام وأنصار «بيتو أورورك» الذي دخل السباق في الأيام القليلة الماضية، وأنصار السيناتور«بيرني ساندرز» وأنصار كل المرشحين الآخرين أن يلتقطوا الأنفاس، ويتريثوا في الأحكام. إننا في مارس ولم تعقد بعد مناظرة، ولم تظهر أرقام أول ربع من جمع تمويل الحملات الانتخابية. وأكثر المرشحين شهرة وخبرة وهو نائب الرئيس السابق «جو بايدن» لم يدخل بعد السباق. ويجب على المراقبين السياسيين والناخبين أن يتحلوا بالذكاء، وينتبهوا إلى عدة أمور، وهم يقيمون مسار السباق.
أولاً: هناك طائفة صغيرة فحسب من الناخبين في الانتخابات التمهيدية في الحزب «الديمقراطي»، وحتى في الولايات المبكرة يهتمون بالسباق التمهيدي. والجانب الأغلب من التغطية التي يهتم بها كثيرون الآن ستضيع كلية أو سينساها بالتأكيد معظم الناخبين في الانتخابات الأولية. وفي الوقت الذي سيصلون فيه لاختيار مرشح، سيصبح تقريباً كل شيء نراه الآن غير ذي صلة.
وهذا ينقلنا إلى النقطة الثانية: فقد يقع المرشحون في أخطاء كثيرة الآن. ومع عدم التفات أشخاص كثيرين بعد إلى الانتخابات، يستطيع المرشحون اختبار خطبهم الانتخابية وتعديلها. ولدى المرشحين ما يكفي من الوقت لتنقيح أو تغيير الرسالة وتعديل أسلوبهم في الكلام- إذا كانوا مستعدين لتقبل تقييم الذات- وتغيير نبرتهم. والحكم عليهم الآن يشبه تقييم عرض مسرحي بناء على أول قراءة لنص لم يكتمل ودون تحديد أزياء الممثلين أو ديكور المشاهد أو دون أن يستقر الممثلون على طريقة للأداء.
ثالثاً: المرشحون الأفضل يمكنهم التحسن مع مرور الوقت، مثل، تطوير خطب انتخابية أفضل وتعلم كيفية الاستجابة على الانتقادات بشأن سجلهم وفهم الموضوعات التي يريد الناخبون أن يتحدث المرشح عنها. وكلما كثرت الاجتماعات حظي المرشح بفرصة تدريب أكبر، لكن الأصعب، إن لم يكن مستحيلاً، هو اكتساب الموهبة السياسية الخام والجاذبية الشخصية (الكاريزما) والحضور في التلفزيون. فهذا العامل إما أن يوجد بصفة عامة أو لا يوجد. وهذا يوضح أن استدراك مرشح نجم، مثل السيناتورة «كامالا هاريس» أو «أورورك»، لما يحتاج إليه واستكماله أسهل من أن يحاول مرشح بلا جاذبية ولا تميز في الحضور تقمص شخصية جديدة تماماً عليه، لكن المرشحين أصحاب الكاريزمية يحتاجون إلى التركيز وسعة الصدر والإرادة كي يتعلموا كل الأمور التي لا يمتلكونها، سواء كانت المعرفة السياسية، أو الإلمام بالقضايا المحلية.
وباختصار، هناك ميزة محورية وذاتية لدى المرشحين الذين يمتلكون القدرة على التعلم وتحمل خوض السباق لفترات طويلة.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»