تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز مكانتها ضمن أكثر الدول في العطاء الإنساني على مستوى العالم، وذلك استناداً إلى العديد من المبادرات والتدخلات التي تقوم بها الهيئات والمؤسسات الخيرية الإماراتية في مختلف مناطق العالم، وهو ما جعل اسم دولة الإمارات حاضراً في كل المناسبات التي تحتفي بالجهد الخيري في العالم. فبالإضافة إلى استمرارها في تصدّر قائمة الدول المانحة خلال السنوات الأخيرة، تصر دولة الإمارات، عن طريق هيئة الهلال الأحمر، على دخول كل الأماكن وتحدي مختلف الصعاب لإيصال المساعدات إلى مستحقيها.
ولهذا استطاع جنود العمل الإنساني في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن يسجلوا حضورهم في أدغال أفريقيا لإنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية والمجاعات والأمراض الفتاكة، وأن يدخلوا أماكن الخطر ويَعبُروا ساحات الحروب والاقتتال في وهاد أفغانستان، وأن يتحدوا تقلبات الطبيعة وهيجانها في دول جنوب شرق آسيا وغيرها.. يحصل كل ذلك من أجل خدمة هدف واحد، وهو إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة الناجين، وإنقاذهم من الأخطار التي تتهددهم في أجواء العزلة والمحن والكوارث.
وبهذه الجهود وغيرها من المبادرات الإنسانية، يسعى أبناء دولة الإمارات دائماً إلى المحافظة على استمرار قيم العطاء وتمثّل قيم الخير التي ظل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يدعو لها ويعمل بها طوال حياته، وأراد لها الاستمرار من بعده في شعب الإمارات وأبنائها. وعندما يشيد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بدور دولة الإمارات في إغاثة المتضررين من إعصار «إيداي» في دول مثل زيمبابوي وموزمبيق ومالاوي، ويثني على استجابتها السريعة للمتضررين في تلك الدول، فإنه يكون بالفعل قد لمس مدى حرص القيادة الرشيدة على الوقوف إلى جانب كل الدول والشعوب التي تحتاج إلى المساعدة، وخاصة أن الهبَّة الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات في كل المناسبات التي تستدعي المساعدة، تتجاوز عوامل القرب الجغرافي والانتماء الثقافي أو الديني، وهو ما يؤكد أنها دولة لا تبني مواقفها الرسمية على التحيز، وإنما تستند في عقيدتها السياسية إلى التسامح والأخوة الإنسانية.
وبناءً على تلك القيم واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي طوال أيام الأسبوع الماضي عملياتها الإغاثية في عشرات المناطق المنكوبة ضمن نطاق ثلاث محافظات في دولة موزمبيق، متيحة لأكثر من 75 ألف شخص متضرر من الإعصار أن يستفيد من الدعم الغذائي واللوجستي، ولذا فليس من المستغرب أن يؤكد ممثل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دولة الإمارات اليوم «تعد مركزاً استراتيجياً للعمليات الإنسانية على مستوى العالم، لدورها الريادي في دعم المنظمات الإغاثية الدولية ومساعدة المناطق المنكوبة من خلال كوادرها المؤهلة للتخفيف من معاناة المتضررين، وهو ما من شأنه أن يحقق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة».
ولم ينس المسؤول الأممي أن يتحدث بالتفصيل عن طبيعة الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في هذا المجال، حيث قال إنها تدعم برنامج الأغذية العالمي منذ أكثر من 15 عاماً، بتخصيصها مكاتب ومستودعات للبرنامج في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي من دون مقابل، متيحةً بذلك موقعها الاستراتيجي لتسهيل العمليات الإنسانية إلى مختلف مناطق العالم في حالات الطوارئ. وتأتي جهود دولة الإمارات في مساعدة ضحايا إعصار «إيداي» بعد أيام قليلة من تقديم هيئة الهلال الأحمر مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين الفنزويليين في كولومبيا، تمثلت في توفير 75 ألف طرد غذائي ومواد صحية وأدوية لصالح 375 ألف لاجئ، وذلك بمبلغ مالي مقداره 10 ملايين درهم، لتجسد دولة الإمارات بذلك موقفاً ثابتاً تجاه الدول المتضررة من الكوارث، وذلك بناءً على توجيهات القيادة الرشيدة الحريصة على فعل الخير دائماً.

 *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.